روفيز حافظ أوغلو - ترند نيوز الآذرية - ترجمة وتحرير ترك برس
بعد محاولة الانقلاب العسكري الساقط في تركيا في يوليو/ تموز 2016 برز توتر في علاقات تركيا مع الولايات المتحدة، حيث وجهت السلطات التركية عدة مرات اتهامات للولايات المتحدة بالوقوف وراء محاولة الانقلاب، نظرا لأن فتح الله غولن، الزعيم الأيديولوجي لجماعة غولن الإرهابية يعيش في ولاية بنسلفانيا في الولايات المتحدة بحماية أمريكية.
وعلى الرغم من جميع المطالب التي وجهتها تركيا بتسليم غولن، فإن الولايات المتحدة ترفض حتى الآن تسليم مدبر المحاولة الانقلابية التي قتل فيها أكثر من 250 مواطنًا تركيًا وجرح أكثر من 2000 شخص.
كان اعتقال القس الأمريكي أندرو برونسون، بتهمة بالتواطؤ مع محاولة الانقلاب في تركيا في عام 2016، ذروة التوترات في العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة. ووعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض عقوبات كبيرة على تركيا لإجبارها على الإفراج عنه.
وكتب ترامب على تويتر: "ستفرض الولايات المتحدة عقوبات كبيرة على تركيا بسبب اعتقالها منذ وقت طويل للقس أندرو برونسون، وهو رجل مسيحي عظيم ورجل عائلي وإنسان رائع. ويعاني كثيرا. يجب إطلاق سراح هذا المؤمن البريء على الفور".
فرضت إدارة ترامب عقوبات تجارية على تركيا، تسببت في خسائر اقتصادية ومالية كبيرة، كما فرضت عقوبات على وزيري العدل والداخلية التركيين.
لكن وفي الثاني عشر من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، قررت محكمة تركية الإفراج عن القس الأمريكي، على الرغم من كل التصريحات القوية السابقة حول إدانته المثبتة. وأدى إطلاق سراح برونسون بناء على طلب الولايات المتحدة إلى رفع واشنطن للعقوبات المفروضة على الوزيرين التركيين فقط، مبقية سائر العقوبات.
بيد أن هذه الخطوة دفعت وسائل الإعلام التركية والعالمية إلى تفسيرها بوصفها خطوة من الولايات المتحدة نحو بداية حقبة جديدة في العلاقات بين البلدين.
ويبدو أن هؤلاء لم ينتبهوا إلى التصريح الذي أدلى به وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في الثالث والعشرين من أكتوبر الماضي بأن العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة لم تتدهور بسبب اعتقال القس برونسون.
وكما أشار وزير الخارجية، فإن الخلافات بين الولايات المتحدة وتركيا ترجع إلى الدعم الذي تقدمه واشنطن إلى ميليشيات وحدات حماية الشعب وحزب الاتحاد الديمقراطي، الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني.
وقال جاويش أوغلو إن على الولايات المتحدة أن تتوقف عن دعم هذه الميليشيات الإرهابية في شمال سوريا.
وهكذا يثبت تصريح الوزير التركي أن رفع العقوبات الأمريكية عن الوزيرين التركيين هو مجرد بادرة لا تزيل التناقضات الأساسية، ولا يمكن اعتبارها بداية عهد جديد في العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا.
وإلى أن تحافظ الولايات المتحدة على وعودها بأن ينسحب مقاتلو وحدات حماية الشعب من مدينة منبج شمالي سوريا، فإن التطبيع الكامل للعلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا غير وارد على الإطلاق في هذه المرحلة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس