روفيز حافظ أوغلو - ترند نيوز - ترجمة وتحرير ترك برس
ستكون عملية مكافحة الإرهاب في شمال سوريا التي تخطط القوات المسلحة التركية لتنفيذها خلال الأيام القليلة القادمة، العملية الثالثة خلال السنوات الأخيرة، ولكن من الواضح أنها لن تكون الأخيرة.
إن التطهير الكامل لسوريا من الميليشيات الكردية الإرهابية التي تسيطر حاليا على نحو 30 بالمئة من أراضي البلاد، ليس أمرا سهلاً حتى بالنسبة إلى الجيش التركي، وهو أحد أقوى جيوش حلف شمال الأطلسي.
أطلق على العملية الأولى التي جرت في صيف عام 2016 "درع الفرات"، وأطلق على العملية الثانية التي شارك فيها الجيش السوري الحر العام الماضي "غصن الزيتون". وليس من المسبتعد أن يطلق على العملية العسكرية الجديدة "درع دجلة".
شن الجيش التركي عملية درع الفرات في شمال سوريا ضد تنظيم الدولة الإرهابي، في حين كانت عملية غصن الزيتون التي نفذت أيضاً في شمال سوريا في مدينة عفرين، موجهة ضد تنظيم وحدات وحماية الشعب الكردي وحزب الاتحاد الديمقراطي، الجناح السوري لتنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي (PKK).
ومن الواضح أن العملية العسكرية الجديدة التي أعلن عنها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أول من أمس سوف تتركز على تطهير مدنية منبج السورية من إرهابيي البي واي دي، والبي كي كي. وهنا نجد أن ثمة فرقا بين الطبيعة الجغرافية لمنبح وعفرين، فتضاريس منبج منبسطة، مما يسهل شن عملية عسكرية، في مقابل عفرين ذات الطبيعة الجبلية الوعرة.
لكن من ناحية أخرى، هناك وحدات عسكرية أمريكية وفرنسية منتشرة في منبج، الأمر الذي يعقد العملية العسكرية مقارنة بعفرين.
وثمة عامل آخر مهم هو أنه على عكس عفرين، تمتلك الميليشيات الإرهابية في منبج معدات عسكرية ثقيلة كانت قد حصلت عليها من الولايات المتحدة، وكما هو معروف، فإن الولايات المتحدة لا تعتبر حليفاً لتركيا بسبب هذا الحادث.
وليس من المستبعد أن تؤخذ كل هذه الأمور في الاعتبار، حيث سيقوم الجيش التركي بشن العملية على عدة مراحل: في المرحلة الأولى، سيتم استخدام الطائرات، وتستخدم المدفعية في المرحلة الثانية، أما في المرحلة الثالثة فسيبدا استخدام القوات البرية التي تشارك فيها قوات الجيش السوري الحر.
وبغض النظر عن الكيفية التي ستتنتهجها العملية الجديدة لمكافحة الإرهاب، فإنه يمكن اعتبارها الجولة الثانية من المعركة التركية الأمريكية في سوريا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس