ترك برس
انتهت الانتخابات المحلية التركية بفوز بطعم الهزيمة للحزب الحاكم، وانتصار بنكهة الهزيمة للمعارضة التي نجحت وفق النتائج الحالية، في الفوز في أكبر ثلاث مدن تركية. وفي هذا الصدد رصد موقع ميدل إيست آي البريطاني سبعة استنتاجات لهذه الانتخابات:
1. العامل الاقتصادي
على الرغم من أن حزب العدالة والتنمية احتفظ بغالبية الأصوات، بحصول تحالف الشعب بين حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية على دعم أكثر من على 51 بالمئة من الأصوات، فإنه تكبد خسائر كبيرة في المراكز الحضرية.
وقد أظهر استطلاع للرأي أصدرته مؤسسة الديمقراطية الاجتماعية في شهر مارس/ آذار الماضي أن غالبية الناخبين أدرجوا البطالة والارتفاع في تكاليف المعيشة ضمن اهتماماتهم الرئيسية.
ودخل الاقتصاد التركي في آذار/ مارس الماضي، في حالة من الركود بشكل رسمي، حيث ارتفعت أسعار المواد الغذائية بنحو 20 بالمئة في كانون الثاني/ يناير الماضي، مقارنة بالفترة ذاتها من العام 2017.
2. أنقرة واسطنبول غيرتا توجههما
لأول مرة منذ عام 1994، يبدو أن حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي فاز في أهم مدينتين في تركيا. وعلى الرغم من أن النتائج الرسمية لما تنشر، فإن حزب الشعب الجمهوري ربما يحقق الفوز في إسطنبول، حيث صوت أكثر من ثمانية ملايين شخص.
كانت بلديتا أنقرة وإسطنبول تحت سيطرة حزب العدالة والتنمية، برئاسة أردوغان الذي كان هو نفسه عمدة لإسطنبول من 1994 إلى 1998، وهو ما كان له دور في دفعه إلى تصدر المشهد الوطني.
وتعني سيطرة المعارضة على البلديتين، تحكمها بميزانيات المدينتين، والتي تبلغ مليارات الدولارات والآلاف من الموظفين الأمر الذي يرجح نشوء قوّة مركزية سياسية جديدة في المجتمع التركي.
3- الأكراد ساهموا في فوز المعارضة لكنهم خسروا كثيرا من المدن
حقق قرار "حزب الشعوب الديمقراطي" الموالي للأكراد بعدم ترشيح مرشحين في المناطق الغربية والجنوبية من تركيا، نتائج هائلة.ومن المرجح أن تكون الأصوات الكردية حاسمة في نجاح مرشحي حزب الشعب الجمهوري ، أكرم إمام أوغلو ومنصور يافاش، في إسطنبول وأنقرة.
وقد لعب الصوت الكردي أيضا دورا مهما في فوز المعارضة في أضنة ومرسين وهاتاي، ومع ذلك، فقد خسر "حزب الشعوب الديمقراطي" خمس مدن في جنوب شرق تركيا تقطنها أغلبية كردية.
ويقول محللون إن أكراد تركيا نأوا بأنفسهم عن حزب الشعب الديمقراطي بعد أن عبر قادة الحزب عن تعاطفهم مع الحرب التي يخوضها تنظيم "بي كي كي" المحظور ضد الدولة في المناطق الحضرية قبل ثلاث سنوات.
وقال سكان محليون للموقع البريطاني إن رؤساء البلديات التابعين لحزب الشعوب الديمقراطي تورطوا في قضايا فساد وأخفقوا في تقديم الخدمات الأساسية للسكان، في حين حصل رؤساء البلديات الذين عينتهم السلطات التركية في عام 2016 على دعم كبير من السكان بفضل تقديمهم خدمات أفضل.
4- العدالة والتنمية فقد قوّة كبيرة في بعض الولايات المكتظة بالسكان
استمرت التوترات بين المناطق الحضرية والريفية في تقويض فرص العدالة والتنمية الانتخابية، حيث خسر التحالف الذي يقوده المدن الكبرى مثل أنطاليا وأضنة ومرسين وهاتاي. وتمكن من الفوز في عدة ولايات، مثل باليك شهير وبورصة بهامش ضئيل من الأصوات.
ومنذ الاستفتاء على الدستور عام 2017، تواجه الحكومة التركية خسائر في المدن الكبرى، وتسيطر المعارضة الآن على نصف المدن العشرين الأكثر كثافة بالسكان في البلاد.
5- صعود الشيوعيين في الشرق
في حين تركز الاهتمام على فرز الأصوات في إسطنبول، انتخب السكان في مدنية طونجلي شرقي البلاد أول عمدة شيوعي في تاريخ تركيا.
كان فاتح ماتشوغلو مرشح الحزب الشيوعي التركي (TKP)، الشهير بشاربه المميز، معروفًا لدى الناخبين، حيث كان رئيس بلدية في طونجلي. كان انتخابه مثيرًا للاهتمام أيضًا لأنه واجه وهزم مرشح حزب الشعوب الديمقراطي. ووعد ماتشوغلو بالحفاظ على الشفافية وعدم التمييز بين المواطنين. وهناك شيوعي آخر هو ألبير تشاي الذي ترشح عن حزب الشعب الجمهوري في حي بيوغلو في إسطنبول وخسر بفارق ضئيل أمام مرشح حزب العدالة والتنمية.
6- الأغلبية ما زالت تدعم أردوغان
فضل أكثر من 51 بالمئة من الناخبين التحالف الانتخابي لأردوغان على المعارضة. وتنسجم النتيجة مع بيانات الانتخابات الرئاسية التي أجريت العام الماضي، والتي أشارت إلى أنه حتى الركود الاقتصادي الكبير وارتفاع معدل البطالة، فإن أردوغان ما يزال يتمتع بشعبية كبيرة بين جمهور ناخبيه.
ويرجع هذا النجاح جزئيا إلى الاستراتيجية التي اتبعها أردوغان في حملته الانتخابية التي أطلقها قبل 50 يوما من موعد الانتخابات في أكثر من 50 ولاية.
ومن المتوقع الآن أن يجري أردوغان تعديلًا رئيسيًا في الحكومة حيث يعد ببرنامج إصلاح اقتصادي لدعم الشركات.
7- الديمقراطية التركية ما تزال مرنة
على الرغم من أن سجل تركيا في حرية الصحافة وحقوق الإنسان والتنمية الديمقراطية تعرض لانتقادات من جانب جماعات حقوق إنسان وناشطين في الداخل والخارج، فإن الشعب التركي لا يزال يتمتع بالميزة الأساسية للديمقراطية وهي الانتخابات الحرة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!