ترك برس
نشرت صحيفة "كوميرسانت" الروسية مقالًا يسلط الضوء على الدور الذي تؤديه تركيا في ليبيا، وخسائر ميليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، في مدينة غريان الإستراتيجية.
وأشار المقال الذي كتبته "ماريانا بيلينكايا"، و"يليزافيتا ناعوموفا"، إلى أن حفتر، أمر بمهاجمة السفن التركية في المياه الإقليمية الليبية، وإغلاق المجال الجوي أمام الطائرات التركية واحتجاز جميع المواطنين الأتراك في الأراضي الخاضعة لسيطرته.
وذكرى أن غضب حفتر "يعود إلى فقدان مدينة مهمة استراتيجياً في ضواحي طرابلس. وقد تم تنفيذ أمر المشير الميداني حرفياً". حسب ما أوردت وكالة (RT).
وأضاف: "في اليوم التالي، تم اعتقال ستة مواطنين أتراك. وعلى الرغم من أن إطلاق سراحهم جاء بعد تهديدات أنقرة بمهاجمة مواقع الجيش الوطني الليبي، إلا أن النزاع بين تركيا والمشير لا يزال قائماً".
وفي الصدد، رأى خبير المجلس الروسي للشؤون الدولية، كيريل سيمينوف، "في السابق، كانت تركيا تتصرف بحذر أكبر. أمّا الآن، بعد أن خسر أردوغان اسطنبول، فإنه يحتاج إلى استعراض انتصارات في السياسة الخارجية. من بينها وقف هجوم القوات الحكومية على إدلب في سوريا والآن غريان".
من ناحية أخرى، في رأي سيمونوف، فإن تصريحات أنقرة "عذر مناسب لخليفة حفتر لتبرير الهزيمة أمام أنصاره ورعاته".
كما أشار إلى أن تركيا وقطر راهنتا منذ البداية على طرابلس، في حين أن الإمارات العربية المتحدة ومصر والمملكة العربية السعودية أنشأت حرفيا "مشروع حفتر" لمواجهة مصالح أنقرة والدوحة.
ونقلت الصحيفة الروسية عن خبراء أنهم "متأكدون من أن قوات السراج بعد النصر في غريان، لن تحاور خليفة حفتر. والمشير نفسه يهدد بمواصلة الهجوم على طرابلس. لكن الوسطاء المشاركين في حل النزاع واثقون من أن المعركة الأخيرة غيرت ميزان القوى في ليبيا".
وقال ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، غسان سلامة، خلال محادثاته في روما مع وزير الخارجية الإيطالي، إنزو موافيرو ميلانيزي: "نرى عودة إلى مناقشة العملية السياسية، وهو موضوع كان من المحرمات قبل بضعة أسابيع". ولم يستبعد سلامة أن يناقَش الموضوع الليبي خلال زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المقررة هذا الأسبوع إلى روما.
فيما قال رئيس مجموعة الاتصال الروسية في ليبيا، ليف دينغوف، "موقف موسكو من ليبيا، لم يتغير. لا يمكن حل النزاع إلا من خلال الحوار.
أمّا إلقاء اللوم في فشل طرف أو آخر في النزاع على لاعبين خارجيين فطريقة غير مثمر للحوار". وفق دينغوف.
في السياق قال أمر الله إيشلر المبعوث التركي إلى ليبيا، والنائب البرلماني عن حزب "العدالة والتنمية" في أنقرة، إن خليفة حفتر يسعى لإجهاض جميع الحلول السياسية وأن تطرفه بلغ حد الإرهاب.
وأضاف إيشلر في تصريح لوكالة الأناضول الرسمية، أن حفتر يسعى لدفع ليبيا نحو التطرف والإرهاب، وأن احتجاز قواته لستة مواطنين أتراك كانوا يعملون في مدينة بنغازي الليبية يؤكّد هذا النهج.
وشدد على أن تركيا تريد حلًا سياسيًا للأزمة الليبية تقوده الجهات الشرعية لتحقيق تحول سياسي في البلاد، وأن الذين يصرون على الحل العسكري في ليبيا يهدفون لزعزعة استقرار البلاد بخلاف الرغبة التركية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!