ترك برس
علق المركز الروسي للشؤون الدولية على استمرار التعاون بين تركيا وروسيا، على الرغم من التجاذبات الأخيرة بينهم حول هجمات النظام السوري على إدلب، بأن العلاقات بين البلدين هي علاقة شراكة صعبة لكنها ضرورية للطرفين.
وقال تقرير للمركز نشره على موقعه إن الرغبة في التغلب على الخلافات بين البلدين بشأن سوريا ومنع حدوث أزمة في العلاقات الثنائية هي التي دفعت الرئيسين التركي والروسي إلى عقد اجتماع غير مخطط له في جوكوفسكي عقب محادثة هاتفية عاجلة في 23 آب/ أغسطس.
وأشار المركز إلى التصريحات التي عكست تناقض موقف البلدين من الهجوم على إدلب، حيث أبلغ الرئيس الرئيس التركي نظيره الروسي خلال محادثتهما الهاتفية بأن هجمات النظام السوري على إدلب تشكل تهديدا حقيقيا على الأمن القومي التركي، بينما اعتبر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، هجمات النظام في إدلب شرعية ولا تنتهك التفاهمات التركية الروسية.
ولفت التقرير إلى أن العلاقات التي تطورت خلال السنوات الأخيرة، وكذلك المشاريع المشتركة ذات الأهمية الاستراتيجية والتزام أردوغان بزيادة حجم التبادل التجاري من 25-30 مليار دولارإلى 100 مليار دولار، تعكس رغبة كلا الطرفين في تجنب أزمة مماثلة لما حدث في عام 2015.
وأضاف أن إبرام اتفاق مع موسكو أمر مهم بالنسبة لأنقرة من أجل تعليق الأعمال القتالية مؤقتًا على الأقل في إدلب، حيث سيسمح بنقل بعض قوات المعارضة السورية على الأقل إلى منطقة العملية التركية الجديدة في شمال شرق سوريا.
وفيما يتعلق بإدلب، قال المركز إن موسكو وانقرة يمكنهما الاتفاق على سيطرة النظام على الطريقين السريعين М4 وМ5، في حين ستحظى المنطقة الآمنة لتركيا في الشمال الشرقي بموافقة روسية. ويتوقف الأمر على الطريقة التي ستدير بها الأطراف عملياتها.
وذكر أن التطورات الأخيرة في إدلب تعزز مواقف النظام التفاوضية، لكنها في الوقت نفسه تعرض استمرار الحوار السياسي للخطر، لافتا إلى أن السياق الروسي التركي مهم أيضًا، حيث يسعى البلدان جاهدين لتجاوز التعاون في سوريا ، مع فهم مدى تعقيد التوصل إلى اتفاقات.
وخلص التقرير إلى أن موسكو وأنقرة تدركان أن شراكتهما صعبة ولكنها ضرورية للطرفين، لأنهما يديران مسارا مستقلا ويدركان المصالح الوطنية لبعضهما ، فضلًا عن الحاجة إلى تنسيق مواقفهما.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!