ترك برس
نقلت وسائل إعلام عربية تصريحات للانقلابي "خليفة حفتر"، يهدد فيها تركيا، ويُعلن "النفير" و"الجهاد" لصدّ أيّ تدخّل عسكري تركي في ليبيا.
في كلمة نشرتها قناة "ليبيا الحدث"، قال حفتر "نعلن المواجهة وقبول التحدّي ورصّ الصفوف ونبذ خلافاتنا في ما بيننا، ونعلن الجهاد والنفير والتعبئة الشاملة".
وأضاف "على كلّ ليبي حرّ حمل السلاح، رجالاً ونساء، عسكريين ومدنيين، لندافع عن أرضنا وعرضنا وشرفنا"، وهو ما أثار ردود فعل متباينة.
ووصف حفتر الاتفاقية الموقعة مؤخرا بين تركيا وحكومة الوفاق الليبية بأنها "اتفاقية خنوع وذل وعار، وأنها بلا سند شعبي أو دستوري أو أخلاقي، وهدفها فقط الغزو واستباحة أرضنا وسمائنا".
وتابع "الحرب ستشتد في مواجهة مستعمر غاشم يرى في ليبيا إرثا تاريخيا، داعيا "الأتراك إلى الانتفاض ضد رئيسهم رجب طيب أردوغان "المغامر "المعتوه" الذي يدفع بجيشه إلى الهلاك"، كما زعم.
وطرحت التهديدات والاتهامات تكهنات حول حالة الخوف التي اعترت الجنرال الليبي بعد تصديق البرلمان التركي على قرار الحكومة إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا، وما إذا كان حفتر يصمد أمام هذه القوات أم أنه يرقص "رقصة المذبوح".
وزير التخطيط الليبي السابق، عيسى التويجر، أشار إلى أن "كلمة "المشير" أحدثت إحباطا في صفوف أتباعه كونها أظهرت ضعفه ولجوئه إلى دعوة النساء وعامة الناس إلى الجهاد، اللفظ الذي أثار سخرية؛ كونه من المعروف أن معظم جنوده من "المرتزقة" الأجانب".
وأوضح في تصريحات لصحيفة "عربي21" الإلكترونية، أنه "حتى هذه اللحظة ما زالت مرتزقة حفتر تشكل تهديدا على طرابلس، بما توفر لها من ذخيرة مصرية ودعم روسي كبير وأرتال عسكرية تتوالى لمساندة هؤلاء".
واستدرك التويجر: "لكن إرادة المدافعين عن العاصمة الصلبة لازالت أيضا تدحر هؤلاء المرتزقة الذي يخدمون من أجل المال أو خوفا وطمعا"، حسب تعبيره.
وتابع: "ونأمل أن تنجح تركيا في التعاون مع حكومة الوفاق لردع هؤلاء المعتدين وحسم المعركة في وقت قصير؛ لقهر تعنت هذا الرجل المتعطش للدماء والسلطة والمال بأقل التضحيات، في إشارة لحفتر"، كما صرح.
بدوره لفت عضو مجلس الدولة الليبي والضابط السابق، إبراهيم صهد، إلى أن "خطاب حفتر جاء بعد زيارة إلى مصر ولقائه السيسي، وما رشح من معلومات بإمكانية استخدام الجيش المصري في حروب حفتر بصورة فعلية تختلف عن سابق التدخل المصري، وربما يفسر هذا ما حفل به الخطاب من تهديدات".
وأضاف أن "مشاركة أطراف دولية عربية وغير عربية في حرب حفتر ما زالت مستمرة، وهو ما مكّن الأخير من الاستمرار في حروبه، والمثير هو تجاهله وإنكاره أنه هو من بدأ باستيراد التدخلات الأجنبية واستقدام المرتزقة لأغراض عدوانية ولأطماع شخصية، في نفس الوقت يهاجم اتفاق حكومة الوفاق الشرعية مع تركيا من أجل صد العدوان وحماية أرواح وممتلكات الناس"، كما رأى.
وقال أستاذ القانون بجامعة طرابلس، محمد بارة، إن "الكلمة جاءت بعيدة عن الحكمة والتعقل وفهم الواقع، وذكرت الليبيين بخطابات العقيد القذافي في آخر أيامه، التي كانت مفصولة تماما عن الواقع، وبالنسبة لدعوته الليبيين لحمل السلاح فهي غير ذات معنى؛ لأنه جند كل من يستطيع تجنيده حتى المرتزقة".
وأضاف، وفق "عربي21"، أن وصفه للتواجد التركي بأنه "غزو عثماني" فهذا غير صحيح؛ لأن أنقرة تدعم حكومة شرعية معترف بها دوليا، وهي من طلبت منهم المساعدة، لذا فإن هذا القول هو لدغدغة العواطف والليبيين، ولا ينطلي عليهم هذا القول، كما توقع.
الناشطة السياسية من بنغازي، نادين الفارسي، أكدت أن "حفتر حاول اللعب على العواطف باستخدامه العبارات الوطنية، ووصف المعركة بأنها "جهاد"، ليوهم الشعب بأن التدخل التركي "غزو".
وهنا الكيل بمكيالين، فمنذ العدوان على طرابلس وهو يستخدم جنسيات عديدة من روسيا وفرنسا والجنجويد وغيرها من الدول دون اتفاقية واضحة ودون شرعية".
ووصفت خطابه الأخير بأنه "رقصة الديك المذبوح، فهو يهاجم أردوغان، ويستجدي الأتراك للثورة ضده، وكأن الرئيس التركي هو من وقع الاتفاق بمفرده، ونسي دراسة الموضوع لدى البرلمان التركي الممثل عن الشعب".
وتوقعت الناشطة الليبية المقيمة في تركيا، أن تكون الكلمة تم بثها من خارج البلاد، مطالبة حفتر بأن يكون في مقدمة هذه المعركة هو وأبناؤه الذي منحهم رتبًا عسكرية ليحصلوا على شرف الشهادة التي يتغنى بها، لكنه يستخدم أبناء برقة وقودا للحرب لتحقيق مآربه.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!