هاكان جليك – صحيفة بوسطا – ترجمة وتحرير ترك برس
عندما كنا ندرس في الثانوية تعلمنا أن تركيا واحدة من سبع بلدان في العالم حققت الاكتفاء الذاتي. لا أدري كم عدد البلدان التي ينطبق عليها هذا الوصف اليوم بعد أن قلبت العولمة سلاسل الإنتاج والاستهلاك رأسًا على عقب.
أصبحت كل البلدان مرتبطة ببعضها البعض، إلى درجة أن قوة عظمى كالولايات المتحدة اضطرت إلى استيراد كمامات ومستلزمات طبية من الصين، التي كانت على وشك إعلان الحرب عليها.
تعلمنا من مكافحة فيروس كورونا الكثير من الأمور:
1- التقليل من التبعية للخارج إلى أدنى مستوى فيما يخص المنتجات الحيوية المتعلقة بحياة الإنسان.
2- التمسك بالعلم.
3- حماية البيئة وتجنب مشاريع التصنيع والبناء التي من شأنها تخريب النظام البيئي.
4- حماية الزراعة
5- أهمية تعليم الطب والاستثمار في المجال الصحي.
آمل أن تكون التجربة التي عشناها فرصة هامة لتشجيع علمائنا الموجودين في الخارج لأسباب مختلفة على العودة إلى البلاد.
قضية أخرى تتمتع بنفس الأهمية وهي الصيدلة ومستوى شركات الدواء في تركيا.
تحدثت في هذا الخصوص مع نزيه بارود، رئيس مجلس إدارة شركة عبدي إبراهيم العريقة في صناعة الأدوية. استفدت كثيرًا من الحديث معه وبث في نفسي الأمل، لكن كان لديه أيضًا تحذير في غاية الأهمية.
طرحت على بارود أكثر سؤال يشغل الأذهان بخصوص كورونا: هل سيتم تطوير لقاح أولًا أم دواء؟ فأجاب أنه يعتقد بأنه سيتم إيجاد لقاح أولًا.
وعندما سألته عن التوقيت، أشار إلى اعتقاده بحدوث تطورات ملموسة حتى نهاية العام. وتحدث عن صنع اللقاح فقال إنه يمر بثلاث مراحل.
وأوضح أن العلماء، عندما يتمون الدراسات الجزيئية، يبدأون تجربة اللقاح على الحيوانات أولًا، ثم على بشر متطوعين.
ومع إتمام الدراسة السريرية يتم إعداد ملف ويقدم لإقراره من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية "FDA"، والوكالة الأوروبية للأدوية "EMA"، وهما أعلى سلطتين في العالم بهذا المجال.
ولدى سؤاله، هل نحن في وضع يمكننا من تطوير هذا اللقاح؟ أجاب نزيه بارود أنه في حال العثور على الجزيء الصحيح فإن بإمكان تركيا أن تبدأ الإنتاج بسرعة، موضحًا أنها تمتلك قدرات إنتاجية وقوة بشرية كبيرة.
وأضاف: "ما ينقصنا هو البحث والتطوير. بينما تخصص شركات الدواء في البلدان المتقدمة 15 بالمئة من إجمالي المبيعات للبحث والتطوير، تقف هذه النسة في تركيا عند 5 بالمئة".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس