ترك برس
من التاجر إلى الطالب ومن العامل إلى الموظف الحكومي، شارك سكان منطقة "أولوص" التابعة لولاية بارتن شمال تركيا، الذين يبلغ عددهم 3 آلاف نسمة، في تنظيم مسابقة الأفلام القصيرة برعاية وزارة العدل التركية، حيث وقف بعضهم أمام الكاميرا وبعضهم خلفها.
توزعت مشاركات سكان القرية في المسابقة بين جميع وظائف الإنتاج السينمائي، من التمثيل إلى التصوير والإخراج وكتابة السيناريو، ليتحول الحي بأكمله إلى موقع تصوير في إطار هذه المسابقة التي تؤكد على مفاهيم مثل العدل والضمير وسيادة القانون وحقوق الإنسان بلغة السينما.
وقد اكتمل تصوير الفيلم الأول الذي أطلق عليه اسم "القضاء"، وقام بتمثيله 10 أشخاص وبإعداده 30 شخصًا، هم من التجار والطلاب والعمال والموظفين العموميين، ويتحدث عن العدالة من وجهة نظر موظف نظافة معاق، تم تسليمه إلى وزارة العدل.
بدأ أيضًا تصوير فيلم ثانٍ أطلق عليه اسم "هادي"، يروي حكاية إزالة تمثال مهدم، ويشارك في إعداده 100 شخص من سكان الحي، من الحداد إلى الخياط ومن عامل النسيج إلى المزارع. ويتابع سكان الحي تفاصيل موقع التصوير لمجموعة الأفلام بفضول، من أزياء الممثلين إلى مكياجهم وحتى إيماءاتهم وحركاتهم.
تولى الاهتمام بالموسيقى التصويرية معلم الموسيقى في المنطقة أنجين أويسال، وتم تحديد يوم 31 آذار/ مارس كموعد نهائي لتقديم طلبات المشاركة بالمسابقة، التي يمكن للجميع الانضمام إليها، وسيتم الإعلان عن نتائجها في 30 نيسان/ أبريل، كما سيترأس لجنة التحكيم المخرج درويش زعيم.
نشر موقع وزارة العدل معلومات تفصيلية عن المسابقة، ورد فيها بأن الفائز الأول سيحصل على 50 ألف ليرة، والفائز الثاني على 40 ألف ليرة، والفائز الثالث على 30 ألف ليرة.
أكرم جنكيز، موظف في مديرية القلم التابعة لمنطقة أولوص، قام بكتابة سيناريو فيلم، صرح قائلا: "أسست فريقا مسرحيا مع أصدقائي في عام 2013، ونواصل أنشطتنا الفنية منذ ذلك الحين، ولدينا خبرةو معرفة في هذا المجال، لذلك أردنا المشاركة بالمسابقة للتعريف بمنطقتنا، كما شعرنا بالرضى عما أظهره أهالي منطقتنا من وحدة وتضامن و تآزر".
وتابع جنكيز قائلا: "سلمنا لوزارة العدل فيلمنا الأول في الشهر الماضي، وأردنا المشاركة بفيلم ثاني، ولا نزال نقوم بتصويره، وجميع الممثلين فيه من أهل المنطقة، الذين أسعدتهم المشاركة جدا. يدعمنا حاكم منطقتنا ورئيس بلديتنا وممثلو مؤسسات المجتمع المدني، وأتمنى النجاح لعملنا".
أمّا التاجر أنجين أوزون، فقد عمل مصورا في الفيلم الأول ومخرجا في الفيلم الثاني، ويمتلك موهبة التصوير ويهتم بالفنون الجميلة، ويرغب بالحصول على درجة في المسابقة. قال أوزون: "ينضبط الممثلون مع توجيهاتنا بشكل احترافي، بالرغم من استغراب الأهالي في البداية إلا أن أشياء جميلة برزت في الفيلم الأول، كما أردنا فعل ما هو أفضل، لذلك قمنا بتصوير فيلمنا الثاني، كانت المسابقة مناسبة وبداية لأعمالنا. نريد تصوير فيلم روائي طويل في المستقبل، فطبيعة منطقتنا وأهلها وهدوءها مناسبين لأن تكون منصة أفلام. ونريد النظر في ذلك أيضا".
ومن جهته، صرح مدير مكتب التحرير الرئاسي الإقليمي، محمد علي رتشبر، الذي تولى الإنتاج، أنه سيتم عرض أفلام المنطقة المشاركة بمسابقة تصوير الأفلام القصيرة على نطاق أوسع، وقال رتشبر: "أردنا تصوير فيلمنا الثاني بطريقة أكثر احترافية بعد إنتاج الأول. يلتزم العديد من الأشخاص في بلادنا بقيمة العدالة، ويجتهدون للقيام بما هو أفضل. نلاقي في عملنا ردود فعل جيدة جدا، وقد أضافت مشاركة أهالي منطقتنا قيمة كبيرة للثقافة والفن من خلال استضافتهم لهذه الفعالية لقطاع السينما والمسلسلات التلفزيونية. وأتمنى اكتشاف أشياء جميلة لاحقًا".
وأعرب مسعود سونير سفينتش، الذي يعمل تقنيا صحيا في المستشفى الوطني الإقليمي، وأدى دور رئيس بلدية في الفيلم الأول وموظف حكومي في الفيلم الثاني، عن حصول الفيلم الأول على ردة فعل جيدة قائلا: "إذا حصلنا على درجة وجائزة في المسابقة، سنستخدمها في مساعدة المحتاجين وخاصة الأطفال في منطقتنا، وهذا مصدر تحفيز لنا".
وأعرب حسن مافي، الذي قام بأداء دور عامل نظافة معاق في الفيلم الأول، الذي يعمل كاتبا في محكمة بارتن، عن سعادته وتحمسه للمشاركة في هذا المشروع.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!