ترك برس
شهدت العاصمة المصرية، القاهرة، الأربعاء، انطلاق جلسة المُشاورات السياسية مع تركيا برئاسة نائبي وزير الخارجية بالبلدين في القاهرة.
وصباح الأربعاء، وصل وفد تركي برئاسة نائب وزير الخارجية سادات أونال، إلى العاصمة المصرية القاهرة، لبحث تطبيع العلاقات بين البلدين، حيث التقى بوفد مصري يترأسه نائب وزير الخارجية المصري حمدي سند لوزا.
ومن المقرر أن تُجرى مشاورات سياسية بين البلدين في القاهرة يومي 5-6 مايو/أيار الحالي، برئاسة نائبي وزير خارجية البلدين.
أمام هذه المستجدات التي تلت تصريحات إيجابية متبادلة بين مسؤولي البلدين، يطرح سؤال نفسه، حول طبيعة المحطة التالية في العلاقات بين أنقرة والقاهرة، وهل ستشهد تطبيعاً كاملاً أم تعاوناً في ملفات بعينها فقط.
الكاتب والمحلل السياسي التركي عبد الله أيدوغان قال إن العلاقات المصرية التركية تمر عبر 3 مراحل، الأولى تمثلت في توقف التصريحات الهجومية المتبادلة، والثانية في عودة العلاقات الدبلوماسية، مشيرا إلى أنها قد تكون علاقات سطحية، لكنها ستبقى إستراتيجية ومهمة في التعاون في ملفات مثل ليبيا وشرق المتوسط.
وثالث مرحلة، وفق أيدوغان، تأتي في إطار عودة العلاقات كما كانت قبل 2013، متوقعا أن تأخذ مزيدا من الوقت، في وقت ستصل فيه علاقات وحجم التبادل التجاري إلى أرقام قياسية، بحسب ما نقله تقرير لـ "الجزيرة نت."
وقال أيدوغان إن قرار برلمان بلاده تشكيل لجنتين للصداقة مع مصر وليبيا يمثل خطوة إيجابية للأمام، لأن هذه اللجنة وأعضاءها سيسافرون إلى مصر، والعكس، بما يفتح الباب للمواطنين المصريين أيضا لزيارة تركيا.
بدوره، رأى محمد حامد مدير منتدى شرق المتوسط للدراسات السياسية والإستراتيجية (مقره القاهرة) أن وجود وفود برلمانية وزيارات متبادلة بين البلدين خطوة إيجابية، وأن لجان الصناعة في برلماني البلدين ستتحرك لتعزيز العلاقات الاقتصادية والصناعية.
أما عن عودة السفراء، قال حامد إن هناك نوعا من "التلهف" التركي في هذا الشأن، مشيرا إلى أن لقاء قد يحدث بين وزير الخارجية التركي حين يزور مصر وبين الرئيس عبد الفتاح السيسي، خاصة وأن قسم سفير أنقرة أمام رئيس مصر يمثل اعترافا بالنظام الذي جاء بعد 30 يونيو/حزيران 2013.
وثمة إشارة بشأن احترام مصر وبقية الدول العربية لما يتعلق بالتراث التركي، وفق حامد، تتمثل في عدم الاعتراف بما يسمى مذابح الأرمن في برلماناتهم، على غرار القرار الذي اتخذه الرئيس الأميركي جو بايدن مؤخرا ونددت به أنقرة.
وأضاف أن هذا الأمر جعل تركيا تتحرك للأمام خطوة أكبر نحو مصر ودول الخليج لتعزيز المصالحة عقب الاعتراف الأميركي الذي اعتبرته ضربة للعلاقات مع واشنطن، بما يدفعها نحو إعادة تصفير الأزمات مع الدول العربية.
وكانت وزارة الخارجية المصرية، قد أعلنت الأربعاء، في بيان، بأن "جلسة المُشاورات السياسية بين مصر وتركيا بدأت برئاسة السفير حمدي سند لوزا نائب وزير الخارجية ونظيره التركي السفير سادات أونال وذلك بمقر الوزارة بالقاهرة".
يشار إلى أن العلاقات بين تركيا ومصر مستمرة بين البلدين على مستوى القائم بالأعمال بشكل متبادل منذ 2013.
وخلال هذه الفترة جرت لقاءات خاطفة بين وزيري خارجية البلدين في مناسبات مختلفة، فيما تواصل كل من سفارة تركيا بالقاهرة وقنصليتها في الإسكندرية، وسفارة مصر لدى أنقرة وقنصليتها في إسطنبول أنشطتها.
وفي 14 أبريل/نيسان الماضي، أعلن وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، بدء مرحلة جديدة في العلاقات بين تركيا ومصر، وأن لقاءً سيعقد على مستوى نواب وزيري خارجية البلدين في الأسبوع الأول من مايو/أيار الجاري.
وآنذاك، أوضح تشاووش أوغلو، في مقابلة على قناة "خبر تورك" التركية، أنه سيلتقي لاحقا نظيره المصري سامح شكري، ويبحث معه تعيين السفراء وسبل الارتقاء بالعلاقات إلى نقطة أفضل في المستقبل.
وعارضت أنقرة الإطاحة، صيف 2013، بالرئيس المصري الراحل محمد مرسي، ما أدى إلى توتر العلاقات السياسية مع القاهرة، لكن العلاقات التجارية والاقتصادية بينهما استمرت بشكل طبيعي.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!