هاشمت بابا أوغلو – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
سمعت أنّ زعيم حزب الشّعب الجمهوري التركي المعارض، قد طلب من الانقلابي عبد الفتاح السيسي أن يعفو عن الرّئيس المصري الشّرعي المعزول محمد مرسي الذي صدر بحقّه حكم الإعدام.
إنّه يطلب من الانقلابي أن يسامح الرّئيس المنتخب من قِبل الشّعب عن طريق انتخابات حرّة ونزيهة. وكأنّ مرسي هو المُذنب والسيسي قام بمعاقبته جزاءً لما اقترفه بحقّ الشّعب المصري.
لا عجب في أن تسمع مثل هذا الكلام من مجموعة تُسمّى بحزب الشّعب الجمهوري. فهذه المجموعة رأت من الصّواب عزل محمد مرسي وزجّه في السّجن. فأعضاء هذا الحزب قاموا بالاحتفال هنا يوم تمّ الانقلاب العسكري في مصر ضدّ الشّرعية. كما أنّ أسلافهم تسبّبوا في استشهاد أجدادنا والكلّ يذكر تلك الفترة.
لكنّهم وعلى الرّغم من ذلك، فإنّهم يخشون الثّورة الشّعبية عندما يكون الأمر متعلّقاً بكلمة "إعدام".
ومن المعروف أنّ كمال كليجدار أوغلو دعا صديقه للاطّلاع على تاريخ الجمهورية التركية. إنّه يدعو السيسي لذلك، لأنّه يدرك تماما نتائج الانقلابات العسكرية التي تجري ضدّ الحكومات الشرعية.
مجموعة "دوغان" الإعلامية المعادية لحكومة حزب العدالة والتنمية أطلقت عنواناً عريضاً كتبت فيه "تنديد شديد اللهجة من كمال كليجدار أوغلو بحق قرار الإعدام الصّادر ضدّ مرسي".
إنّه عنوان مضحك على الرّغم من أنّ الحدث يدعو للحزن.
كليجدار أوغلو قال بالحرف الواحد تعليقاً على قرار الإعدام "إنّ قرار الإعدام لا يعود بالنّفع لأحد". والواضح هنا أنّ كليجدار أوغلو لا يندّد بعملية الإعدام بعينها. بل يحذّر صديقه السيسي من مغبّة الوقوع في خطأ ارتكاب جريمة الإعدام.
وكأنّ لسان حال كليجدار أوغلو يقول: " انظر إلى ما حلّ بنا يا صديقي السيسي. فالذين يرتكبون جريمة الإعدام لا بدّ أن تكون نهايتهم وخيمة".
علينا ألا نُصاب بالدّهشة أمام ما يقوله كليجدار أوغلو. لأنه بالمحصّلة قام بالدّفاع عن الأسد الذي قتل الأطفال وشرّد الملايين.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس