أوكاي غونينسين - صحيفة وطن - ترجمة وتحرير ترك برس

تفاجأ حزب العدالة والتنمية عندما أصبح الحزب الحاكم في أول انتخابات يخوضها عام 2002، كما تفاجأنا جميعا، وأصبح صوت المظلومين مسموعا، وقرر المظلومون أنْ يقود حزب العدالة والتنمية الدولة التركية.

وعندما نجح حزب العدالة والتنمية في إنقاذ المظلومين من الأزمات الاقتصادية، وعندما نجح في تلبية طموحات ورغبات الفئات المهمشة في المجتمع، ازداد دعمه الشعبي والمجتمعي.

وعندما توجه الناس من المستوى المتوسط والمستوى المتدني إلى صناديق الاقتراع، وأصبحوا يديرون الدولة من خلاله، أغضب ذلك المستوى العلوي والطبقة الحاكمة السابقة، وهذا في المحصلة زاد من شعبية حزب العدالة والتنمية.

تجمهر أكثر من مليون شخص في ساحة "يني كابي" لمشاهدة ومتابعة خطابي أردوغان وأحمد داود أوغلو في ذكرى فتح القسطنطينية، وهذا لا يدل سوى على مدى الشعبية الجارفة التي يحظى بها حزب العدالة والتنمية، ويدل على أنّ عامة الناس لا يبحثون عن قائد يقودهم ويخلصهم ويحسن معيشتهم، لأنه موجود بالفعل.

حراك حزب العدالة والتنمية على مدار 13 عاما، وتعامله مع القضية الكردية لأول مرة في تاريخ الجمهورية التركية، جعلته يحصل على دعم جماهيري غير مسبوق، ودليل ذلك كان في تلك الحشود الجماهيرية التي كانت تحيي ذكرى فتح إسطنبول.

لكن تفسير وتحليل تعلق عامة الناس بحزب العدالة والتنمية، بأنه متعلق بشخص رجب طيب أردوغان، هو عبارة عن عمى سياسي، لأنّ هذا الدعم الجماهيري، وهذا الدعم المجتمعي لا يمكن ربطه بشخص واحد أو بعنصر واحد، وإنما هو نتيجة حراك حزبي متكامل. نعم، أردوغان هو زعيم حزب العدالة والتنمية، لكنه ليس هو العنصر الوحيد الذي كان سببا في هذا الدعم الجماهيري، وليس هو قوة الحزب الوحيدة.

لا يوجد أي حراك حزبي آخر في تركيا موجه إلى عامة الناس، ويسعى جاهدا لتلبية طلبات بسطاء الناس، غير حزب العدالة والتنمية، فحزب الشعب الجمهوري وحزب الحركة القومية لا يوجد لديهم أي اهتمام بهذا الموضوع، بينما يكافح حزب الشعوب الديمقراطي ليكون "ذلك الحزب" الذي يسعى لتلبية رغبات الناس.

من كان في ساحة "يني كابي" هم عامة الناس، أولائك الذين يأملون بتحقيق طلباتهم وأمنياتهم ورغباتهم، وهؤلاء هم من سيحددون النتيجة النهائية للانتخابات القادمة بعد أيام.

عن الكاتب

أوكاي غونينسين

كاتب في صحيفة وطن


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس