ترك برس
يرى خبراء ومحللون أن الطائرات المسيرة التركية تشل حركة ما يسمى بـ"قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، التي تدعمها الولايات المتحدة ويقودها تنظيم "حزب العمال الكردستاني" (PKK) المصنف في قوائم الإرهاب، وأن تركيا ستستمر بحرب المسيّرات حتى توفر ظروف القيام بتوغل بري.
وقال المحلل السياسي التركي طه عودة، أن "الحرب الحالية بين تركيا وقوات قسد وحتى حزب العمال الكردستاني هي حرب مسيّرات منذ مطلع العام الحالي".
وأضاف عودة في حديث مع "العربي الجديد"، أن "تركيا نجحت إلى حد بعيد في شل حركتهما ولكن لم تقض عليهما".
من جانبه، اعتبر الباحث في مركز "جسور للدراسات" رشيد حوراني أن تركيا "بدأت باستهداف شخصيات وأهداف تابعة لقسد بشكل فعلي ومكثف منذ مطلع العام الحالي".
وأضاف أن "الحرب الجوية التي يشنها الجيش التركي ضد قسد في شمال شرقي سورية، تحصل بسبب عدم تمكن أنقرة من شن عملية عسكرية برية ثالثة ضد قسد، ويبدو أنها مستمرة باستخدام المسيّرات إلى حين توفر الظروف المناسبة لتنفيذ توغل بري".
وأضاف حوراني أن "حرب المسيّرات تعتمد على معلومات دقيقة، وتستهدف شخصيات قيادية ومنشآت اقتصادية كمعامل البلوك (الاسمنتي) التي تستخدم كمداخل للأنفاق ولتأمين المواد اللازمة لبناء الأنفاق".
ورأى أن "الجيش التركي حقق من خلال حرب المسيّرات والمعلومات أمرين: الأول شلّ قدرة قسد وتحركات قادتها، وهو ما نلاحظه بانعدام استهداف المخافر الحدودية التركية أو الرمي تجاه الداخل التركي، والثاني استنزاف قسد في وقت تعاني فيه هذه القوات من اضطراب وعدم استقرار داخل مناطقها، يتمثل بانتفاضة العشائر في ريف دير الزور الشرقي".
رفض أميركي وروسي للعملية البرية
وتشن تركياً حرباً من خلال المسيّرات على "قسد" في ظل رفض موسكو وواشنطن أي عملية برية في شمال وشمال شرقي سورية. وحيدت أنقرة الكثير من قياديي الصف الثاني في "قسد"، كما حاولت تصفية القائد العام لهذه القوات مظلوم عبدي، إلا أنها فشلت.
وشنّت تركيا حملة قصف جوي بالمسيّرات، عُرفت باسم عملية "المخلب ـ السيف" ضد "وحدات حماية الشعب الكردية"، الثقل الرئيسي لقوات "قسد" في شمال وشمال شرقي سورية، بعد اتهامها بتدبير التفجير الذي وقع في شارع الاستقلال بإسطنبول في 13 نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، وأسفر عن 6 قتلى، وهو ما نفاه مسلحو "قسد" في حينه.
وصعّدت أنقرة من حربها الجوية ضد "قسد" إثر هجوم بالقنابل شنه مسلحان على إحدى بوابات مديرية الأمن التابعة لوزارة الداخلية التركية بمنطقة قزلاي (وسط العاصمة أنقرة)، تبناه "الكردستاني"، في 1 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وسبق للجيش التركي أن شنّ عمليتين عسكريتين ضد "قسد"، الأولى في غرب الفرات في مطلع عام 2018، وأجبرها على الانسحاب من عفرين في ريف حلب الشمالي الغربي، باتجاه تل رفعت، شمالي حلب.
أما العملية الثانية، فشنّها في أواخر عام 2019 في شرق الفرات، مُبعداً "قسد" عن تل أبيض ورأس العين شمال شرقي سورية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!