ترك برس
قال محمود أصملي، رئيس جمعية رجال الأعمال والصناعيين المستقلين التركية (موصياد)، إن الأخيرة تولي أهمية كبيرة لرؤية المملكة العربية السعودية 2030، وتعتقد أن رجال أعمالها قادرون على الإسهام فيها بقوة.
جاء ذلك في كلمة له خلال منتدى الأعمال التركي السعودي الذي انطلق في العاصمة الرياض، أمس الاثنين، بمشاركة واسعة من رجال الأعمال ومسؤولي البلدين.
وأشار إلى أن ملتقى الأعمال التركي السعودي يقيمه منتدى الأعمال الدولي التابع لـ "موصياد" بالتعاون مع غرفة الرياض.
وأكد أن منتدى الأعمال الدولي منصة تأسست انطلاقاً من فكرة "تأسيس شبكة أعمال عالمية" بين رجال الأعمال المسلمين، وهي تجمع اليوم 42 جمعية رجال أعمال من 25 دولة. وتُدار من قبل مجلس تنفيذي يضم رؤساء هذه الجمعيات، لتشكّل روابط اقتصادية بين الدول وتهدف لتعزيز التواصل بينها.
وأضاف أن جمعية "موصياد" وبعد فترة قصيرة من تأسيسها، تمكنت من الكشف عن رؤيتها وتشكيل تنظيم كبير مثل منتدى الأعمال الدولي، فضلاً عن أنه بات يكبر يوماً بعد آخر وينتشر حول العالم.
وأفاد بأنهم يعقدون قمة منتدى الأعمال لهذا العام، خلال الفترة بين 3 – 11 مارس/ آذار 2024 في أهم المدن التجارية السعودية وهي الرياض، وجدة، ومكة المكرمة والمدينة المنورة. وفي إطار قمة المنتدى الدولي الـ 27 للأعمال، ستُعقد قمة اقتصادية، ولقاءات ثنائية، ومعارض ومباحثات مع الغرف التجارية.
وتابع: "إن شاء الله سنعقد تعاونات مفيدة، وسنحصل على نتائج مثمرة بالنسبة للبلدين".
وأفاد بأنه في "تاريخ 9 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 كنا قد وقعنا بروتوكول مع غرفة تجارة الرياض في خطوة هامة لتعزيز التعاون بين البلدين. بفضل هذا البروتوكول الذي وقعناه مع وفد أعمال مكون من 100 شخص قادمون من السعودية، نخطط بإذن الله لاتخاذ خطوات هامة جداً بمجالات التجارة والحركة القطاعية والتعاون الدولي".
وإلى جانب هذا التعاون، أعرب أصملي عن أملهم في أن يساهم بدور كبير بنمو التجارة التركية السعودية، متمنياً مواصلتهم استضافة مثل هذه الوفود الكبيرة بشكل دائم في المرحلة المقبلة.
وشدد على أن "النقطة التي توصلنا إليها اليوم، أظهرنا دائماً وجهة نظر تليق بالمسلمين وذلك فيما يخص علاقاتنا التجارية مع دول الخليج، وخاصة في علاقاتنا الاقتصادية مع الدول المجاورة مثل السعودية. وبإذن الله ستكون وجهتنا في هذا النحو بعد الآن أيضاً".
وتابع: نؤمن بأن الاتصالات التجارية لبلادنا مع المنطقة ستصل إلى مستويات أفضل بكثير في المستقبل. لأن تواصلنا واتصالاتنا مع كل من السعودية ومنطقة الشرق الأوسط المسلمة تتزايد يوماً بعد آخر.
وفي هذا الإطار، أعرب أصملي عن اعتقادهم بأن معرض المنتجات التركية سيحظى بإقبال كبير مثل منتدى الأعمال الدولي، معبراً عن شكره لوزارة التجارة التركية وزارة التجارة السعودية وغرفة تجارة الرياض على دعمهم لهذه الفعالية.
ولفت إلى أنه ونتيجة لـ "الاتصالات الهامة التي أجريناها، يمكننا القول إن العلاقات التجارية بين تركيا والسعودية سجلت نمواً ملحوظاً وخاصة خلال العامين الأخيرين. ويمكننا ملاحظة ذلك بشكل أفضل عند إلقاء نظرة على أرقام الصادرات والواردات".
وأضاف أنه في الوقت الذي بلغت فيه صادرات تركيا إلى السعودية، 1.1 مليار دولار خلال عام 2022، فقد ارتفع هذا الرقم إلى 2.6 مليار دولار عام 2023. وبالنسبة لواردات تركيا من السعودية، ففي حين أنها سجلت 4.2 مليار دولار عام 2022، فقد انخفضت قليلاً ليصل إلى 3 مليارات دولار في عام 2023. وبذلك وصل حجم التجارة الثنائية بين البلدين إلى 5.7 مليار دولار، ليصل إلى أعلى مستوى له خلال السنوات الـ 8 الماضية.
ونوه إلى أن "العلاقات بين البلدين لا تقتصر على التجارة فحسب فقد وصلت الاستثمارات المتبادلة إلى مستويات كبيرة نتيجة للخطوات المتخذة خاصة في السنوات الـ 20 الماضية".
وكشف عن أن "إجمالي الاستثمارات المباشرة للشركات ذات رأس مال سعودي في بلادنا بلغت 2 مليار دولار بين عامي 2002 و2022. في الفترة نفسها، بلغ إجمالي الاستثمارات المباشرة التي قامت بها شركات ذات رأس مال تركي في السعودية 74 مليون دولار".
رئيس "موصياد" شدد في الوقت نفسه على أنه رغم هذا، فإن "هذه الأرقام أقل بكثير من إمكانات الاستثمار المتبادل بين البلدين. إذ أنّ تركيا والسعودية دولتان تمتلكان جذابتان للغاية فيما يخص الاستثمارات الأجنبية المباشرة".
وأردف: "بلدنا تركيا؛ وبفضل إمكاناتها التصنيعية العالية وقدرتها الإنتاجية المرنة، وإلى جانب قربها من الأسواق الرئيسية، فهي مرشحة لأن تصبح قاعدة إنتاج رئيسية مقارنة بالدول الأخرى. فهي ليست مجرد قاعدة إنتاج وإمداد للدول الغربية فحسب؛ بل لديها القدرة على الإنتاج لمنطقة جغرافية واسعة، وخاصة دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بفضل موقعها الجيوسياسي".
واستطرد بالقول: "كذلك فإن أنشطة ريادة الأعمال وفرص الاستثمار في السعودية متنوعة تمامًا ومثيرة للاهتمام للغاية بالنسبة للمستثمرين المحتملين. نحن أيضاً نريد استغلال هذه الفرص وتعزيز التجارة المتبادلة ورفعها إلى مستويات أعلى قدر الإمكان".
وأشار إلى أن تركيا "تولي أهمية كبيرة لرؤية المملكة العربية السعودية 2030. بصفتنا رجال أعمال أتراك وخاصة في "موصياد"، نؤمن بإمكانية تقديمنا إسهامات كبيرة للمملكة في طريقها نحو رؤية 2030".
وتابع: "نحن في تركيا؛ ننشط في العديد من المجالات، بدءاً من البناء ومروراً بالآلات، والاستثمار العقاري وليس انتهاءٍ بالصناعات الكيميائية. كما تعلمون، فإن القدرة الإنتاجية والقدرة على استدامة الأعمال في بلدنا وصلتا إلى مستويات عالية جدًا. وشركاتنا تواصل طريقها في مختلف المشاريع والتي أغلبها دولية وفي البلدان الأخرى."
وأضاف: "نحن نؤمن بأن رجال الأعمال الأتراك تقع عليهم مسؤوليات كبيرة في رؤية المملكة 2030. لذلك، علينا أن نعلم أن التعاون بين رجال الأعمال السعوديين والأتراك سيقدم في المقام الأول مساهمات اقتصادية كبيرة لكلا البلدين. ومع زيادة أنشطتهما التعاونية، سيكون للسعودية وتركيا، القوتين التجاريتين والاقتصاديتين القويتين في المنطقة، دور أكبر في الاقتصاد العالمي".
واختتم أصملي حديثه بالقول إنهم "متحمسون جدًا لرؤية السعودية 2030. وفي هذا الإطار، نتخذ خطوات مهمة فيما يتعلق بالأهمية الكبيرة التي نوليها للمملكة والتعاون التجاري بين البلدين، سواء مع وزرائنا أو مع جميع مؤسساتنا التي تمارس الدبلوماسية التجارية".
هذا وتأسست جمعية رجال الأعمال والصناعيين المستقلين التركية "موصياد" (MÜSİAD) في مدينة إسطنبول في 9 مايو/أيار 1990 من قبل رجال أعمال أتراك مؤمنين بضرورة انفتاح بلادهم على السوق العالمي، وتهدف الجمعية إلى تشجيع رجال الأعمال الأتراك على توسيع أعمالهم خارج تركيا، إضافة إلى توفير الفرص لتطوير أنفسهم وتأسيس الشراكات مع المنظمات الدولية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!