ترك برس
أشار تقرير تحليلي لصحيفة صباح التركية إلى أن النشاط الدبلوماسي التركي الذي تم بناؤه على الواقع الميداني في العراق لفترة من الزمن، بدأ يحقق نتائجه في الفترة الأخيرة.
وتناولت الصحيفة في تقريرها الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى بغداد وتطرقت إلى أهميتها الإستراتيجية في هذه الفترة، التي وصفتها بالحرجة.
وقالت إن تقاربا إستراتيجيا ظهر بين البلدين على نطاق واسع تمت هندسته من قِبل وزير الخارجية هاكان فيدان، من خلال تشجيع المصالح المشتركة التي تظهر بالتزامن مع التحديات الإقليمية. وفق موقع الجزيرة نت.
وأوضحت أن التصعيد في الصراعات والأزمات الجيوسياسية بالشرق الأوسط واحتمال حدوث حروب إقليمية يشكّل تهديدات خطيرة يجب على البلدين تجنبها، قائلة إن العمل المشترك أصبح أكثر أهمية من السابق.
مصالح مشتركة ومكافحة الإرهاب
وأشارت إلى أنه، بالإضافة إلى الجهود المبذولة لزيادة حجم التجارة الثنائية، وإدارة مشكلة المياه في العراق والمساهمات المحتملة من تركيا، يعد مشروع طريق التنمية الذي تم تصميمه وتقديمه بواسطة تركيا واحدا من القضايا المهمة في التعاون بين البلدين.
وأضافت أنه في الوقت الذي تهدد فيه النزاعات بين روسيا وأوكرانيا وبين إسرائيل وإيران الأمن الدولي، يبدو أن شبكة السكك الحديدية والطرق البرية التي ستمتد من البصرة إلى الحدود التركية تمتلك إمكانات كبيرة، ومن المتوقع أن تكون إزالة العقبات التي تحول دون تصدير النفط العراقي عبر تركيا إلى العالم مكسبا اقتصاديا مهما بالنسبة للعراق.
كذلك، تقول الصحيفة، إنه ومع ظهور العديد من المصالح المشتركة بين تركيا والعراق، تشكّل مكافحة "الإرهاب" إحدى أولويات الرئيس أردوغان، بلا شك.
نشاط دبلوماسي بدأ يحقق نتائجه
ويبدو أن النشاط الدبلوماسي، الذي تم بناؤه على الواقع الميداني في العراق لفترة من الزمن، بدأ يحقق نتائجه، وقد تم تقييم تصنيف العراق لحزب العمال الكردستاني كمنظمة "إرهابية" محظورة، وهذا يتوافق مع تصنيف تركيا، ويحث على اتخاذ إجراءات مشتركة.
وتوقعت الصحيفة أن يتم التوقيع على اتفاقية إستراتيجية بين البلدين لاتخاذ خطوات أكثر عملية ضد "حزب العمال الكردستاني"، وفي النهاية، من المقرر أن تقوم تركيا، بموازاة الظروف الجوية، ببدء عمليات برية جديدة ضد هذا الحزب في العراق، وتوسيع المناطق الآمنة بشكل أكبر، بهدف تحقيق السيطرة على منطقة بعمق 30 كيلومترا على طول الحدود التركية.
تأمين الحدود بين العراق وسوريا
وقالت إنه من المتوقع أيضا أن يتم تأمين الحدود بين العراق وسوريا لمنع تنقلات عناصر "حزب العمال الكردستاني"، واتخاذ خطوات جديدة نحو محاربة التنظيم في مناطق محمور وعاصوس وجارا وقنديل، ويبقى موقف إيران والقوات الموالية لها في هذا السياق أمرا مهما.
وأشارت إلى أنه عندما نأخذ في الاعتبار أن بعض مواقع "حزب العمال الكردستاني" تقع على مسار مشروع طريق التنمية، سيكون من الواضح معنى التحرك العراقي باتجاه مكافحة الحزب الكردستاني ضمن سياق الشراكة الإستراتيجية الجديدة مع تركيا ومصالحها الخاصة.
وختمت "صباح" تقريرها بالقول إذا نجحت السياسة الجديدة التي بنتها تركيا على أساس الواقع الميداني في العراق، فإن "حزب العمال الكردستاني" سيتلقى ضربة كبيرة بجانب تعزيز مصالح أنقرة مع بغداد وأربيل. بالإضافة إلى ذلك، ستفقد الجماعة القدرة على التنقل بين خط سنجار-فيش وخابور في سوريا، وستمثل هذه الخطوات المحتملة بداية فترة جديدة في إستراتيجية مكافحة "الإرهاب" لتركيا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!