ترك برس
أثارت تحركات قام بها الجيش التركي في قواعده داخل محافظة إدلب شمال غربي سوريا جدلا واسعا بسبب تزامنها مع مزاعم حول تخطيط نظام الأسد لشن عملية عسكرية ضد المعارضة في المنطقة.
وتكرر الحديث في أوساط المدنيين بمحافظة إدلب شمال غربي سوريا خلال الأيام الماضية، عن دوافع الجيش التركي من سحب بعض قواته من عدة قواعد له في المحافظة، واستقدام بديل عنها، وعلاقة الأمر بمنشورات لصفحات غير رسمية تتبع للنظام السوري تنبئ بنية قوات النظام بدء عملية عسكرية تستهدف إدلب، من دون وجود مؤشرات فعلية على الأرض تدعم هذه الفرضية.
ونقل موقع تلفزيون سوريا عن مصادر محلية أن الجيش التركي سحب عدداً من قواته المنتشرة في قواعد ونقاط عسكرية في إدلب منذ مطلع شهر حزيران الجاري، واستبدلها بقوات أخرى معززة كذلك بالأسلحة الثقيلة والمعدات اللوجستية.
وعن طبيعة تلك التحركات، قال المرصد العسكري المتخصص بمتابعة الوضع الميداني في إدلب "أبو أمين 80"، إنّ النقاط التركية منتشرة في إدلب منذ 2018، وتجري عمليات تبديل لقواتها بشكل دوري، ومع ذلك، يتوجس السكان من أي تحرك للقوات سواء جنوباً أو شمالاً ويربطونه بأحداث أخرى، علماً أن التبديل يأتي في السياق الروتيني المعتاد.
وأضاف "أبو أمين" في حديث مع موقع تلفزيون سوريا، أن الجيش التركي أجرى تبديلاً لبعض قواته في إدلب خلال الفترة الماضية، ومن المعروف أن للجيش التركي نظاماً خاصاً للتبديل، يتمثل بأن اللواء ينسحب بكامل معداته وآلياته، مقابل استقدام لواء آخر بمعداته وآلياته الخاصة.
ولفت إلى أن التحركات لا تأتي في سياق الانسحاب أو التعزيزات، إنما هي إجراء روتيني لتبديل القوات، خاصة أننا نتحدث عن أكثر من 81 نقطة عسكرية للقوات التركية في إدلب، بالتالي، من الطبيعي مشاهدة تحركات شبه أسبوعية لهذه القوات.
وتعليقاً على الأنباء التي تتناقلها وسائل إعلام موالية للنظام السوري وروسيا عن تحضيرات لعمل عسكري في منطقة إدلب، قال الناطق باسم فصيل "جيش العزة" العامل في إدلب، العقيد مصطفى بكور إنه "لا يمكن لقوات النظام وروسيا القيام بأي عمل عسكري إلا بتوافق دولي خاصة تركيا".
وأضاف أن "هذا التوافق غير متوافر حالياً بناء على الوضع الدولي وانشغال الدول الكبرى والإقليمية بملفات ساخنة أخرى غير الملف السوري"، وفقاً لما نقلت عنه صحيفة "العربي الجديد".
ويعتقد بكور أنه "من المبكر الحديث عن أي تغيير عسكري في الوضع الحالي على الأرض في إدلب خلال الأشهر القادمة، لأن الوضع الدولي والإقليمي لديه ما يشغله في الانتخابات الأميركية وحرب أوكرانيا وغزة والتصعيد العسكري في جنوبي لبنان وداخل الأراضي السورية حيث يتم استهداف الميليشيات الإيرانية من التحالف الدولي وإسرائيل".
بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في إدلب عام 2020 شكّل الجيش التركي ما يشبه الجدار الدفاعي حول جبل الزاوية جنوبي إدلب بوساطة نحو 25 قاعدة عسكرية مزودة بأسلحة نوعية، وأصبحت المنطقة معقلاً للقوات التركية، حيث زادت وتيرة التعزيزات نحو بلدات وقرى الجبل، تزامناً مع إنشاء نقاط على التلال الاستراتيجية الحاكمة، وقرب خطوط التماس مع قوات النظام على الأطراف الجنوبية والشرقية للجبل.
وتتمثل أهمية جبل الزاوية بموقعه الاستراتيجي، لكونه يعتبر صلة الوصل بين ريفي إدلب الجنوبي وحماة الشمالي الغربي، كما أنه يرصد مساحات واسعة في جميع الاتجاهات، فضلاً عن إشرافه على الطريقين الدوليين حلب - اللاذقية M4 وحلب - دمشق M5.
وسعت روسيا خلال حملتها العسكرية الأخيرة للسيطرة على الجبل، واستطاعت الوصول إلى مشارفه بعد السيطرة على مدينتي معرة النعمان وكفرنبل، إلا أن التدخل التركي في نهاية المطاف عرقل تقدم القوات الروسية، ودفع أنقرة وموسكو للاتفاق على وقف إطلاق النار بعد أن قُتل 33 جندياً تركياً بقصف جوي نفذته طائرات النظام على رتل عسكري في جبل الزاوية نهاية شهر شباط 2020.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!