ترك برس
ذكرت صحيفة خبر تورك التركية أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، سيقوم بزيارة إلى أنقرة لأول مرة في 4 سبتمبر/ أيلول القادم، وسيستقبله الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في المجمع بمراسم رسمية.
وقالت الصحيفة إنه من المقرر أن يرأس الزعيمان اجتماع مجلس التعاون الاستراتيجي الرفيع المستوى، حيث سيتم توقيع العديد من الاتفاقيات في مجالات متعددة.
وبعد الزيارة التي قام بها الرئيس أردوغان إلى القاهرة في 14 فبراير 2024، والتي شكلت بداية صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين، تترقب الأنظار الآن زيارة السيسي كخطوة متوقعة لتطوير العلاقات.
ووفقا للصحيفة، سيركز النقاش على قضايا غزة، بما في ذلك وقف الهجمات الإسرائيلية، وإقرار الهدنة في المنطقة، والإجراءات المشتركة الممكن اتخاذها بشأن محاكمة حكومة بنيامين نتنياهو في إسرائيل.
كما سيتم تناول كيفية تحقيق الاستقرار الدائم والسلام في قضايا إقليمية مثل فلسطين وليبيا والسودان والصومال، بجانب مناقشة خطوات زيادة حجم التجارة بين البلدين، والذي يبلغ حاليًا 10 مليارات دولار، إلى 15 مليار دولار.
من المتوقع أن يأتي السيسي برفقة وفد من رجال الأعمال، حيث ستشمل المناقشات مجالات الطاقة بما في ذلك الغاز الطبيعي المسال والطاقة المتجددة والتعدين، بالإضافة إلى التعاون في الصحة والسياحة وصناعة الدفاع. كما سيتم تعزيز التعاون بين الجامعات، وزيادة الجهود في مجالات الإعلام والاتصالات.
**اتفاق كبير بين القاهرة وأنقرة؟
وعلق المحلل السياسي المصري المختص بالشأن التركي هاني الجمل على إعلان سفير تركيا لدى مصر صالح موتلو شن، عن قرب التوقيع على اتفاقات عديدة بحضور السيسي وأردوغان.
وأوضح المحلل المصري في تصريحات لوكالة RT أنه في ظل تطور الأوضاع في غزة وزيادة نسبة الركود الاقتصادي التي تشهدها المنطقة وتاثر حركة الملاحة في قناة السويس وحركة التجارة العالمية كان هناك انخراط في العلاقات المصرية التركية والتي عادت لطبيعتها بعد فترة جفاء طويلة لتضع العديد من ملامح التوافق بين البلدين في الملفين السياسي والاقتصادي ولهذا تم تدشين مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى خلال زيارة الرئيس أردوغان إلى مصر.
وتابع الخبير المصري: "لكن ظروف الحرب في غزة حالت دون رد هذه الزيارة من قبل الرئيس السيسي ولكن مع استمرار دبلوماسية الهاتف استطاع الجانبان توافق الرؤية في العديد من الملفات الساخنة ومن أهمها الملف الليبي والمساهمة في إعادة بناء مؤسسات الدولة".
ونوه بأنه هناك اتصالات بسبب رغبة إثيوبيا في بناء قاعدة عسكرية في ميناء بربرة على ساحل صومالي لاند وهو ما يشعل الصراع في منطقة القرن الإفريقي هذا بجانب أزمة السودان كل هذه الأمور الساخنة ستدفع القيادة السياسية في البلدين إلى تنسيق الزيارة الأولى للرئيس عبد الفتاح السيسي إلى تركيا بعد ثورة 30 يونيو وذلك لتفعيل أول اجتماع لمجلس التعاون الاستراتيجي.
وأشار الجمل إلى أنه سيتم تفعيل ما يقرب من 27 اتفاقية اقتصادية وعسكرية تعمل على مواجهة التضخم الذي تعاني منه تركيا فضلا عن الاستفادة من المناطق اللوجيستية التي تقيمها مصر في قناة السويس لجذب الاستثمارات التركية ومحاولة إنتاج مشتركة بموجبه يتم غزو الأسواق الإفريقية التي صارت هدفا استراتيجيا للبلدين وخاصة ملف العمالة المصرية المهارة والمدربة كما أن إعادة إعمار غزة ملف هام سيكون حاضرا بقوة على طاولة الزيارة التاريخية الأولى للرئيس السيسي لما يتمتع به الجانبان من علاقات طيبة بالسلطة والفصائل الفلسطينية كما أن دفع الحوار بين أنقرة ودمشق له جانب كبير على أجندة الزيارة.
من جانبه، قال محمد ربيع الديهي المحلل السياسي المختص بشؤون تركيا إنه لا شك أن الحديث حول زيارة السيسي المرتقبة إلى تركيا تثير الكثير من التساؤلات حول مسار العلاقات بين البلدين، وما هو الجديد في هذه العلاقات.
وتابع في تصريحات لـRT: "لعل أبرز ما قد تشهده الزيارة هو توقيع مصر وتركيا اتفاقية شراكة شاملة في عديد من المجالات بهدف ترقية العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، وفي سياق ذلك سوف يترأس الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس التركي رجب طيب أردوغان اجتماع المجلس الاستراتيجي رفيع المستوى".
ونوه بأنه من المتوقع أن يشهد اللقاء المرتقب تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في المجالات كافة بما يخدم الرؤية المصرية لتوطيد عديد من الصناعات كما أن ملف الطاقة سوف يحظى باهتمام كبير في نقاشات قادة البلدين خاصة في ظل الفرص والامكانيات المتاحة بينهم للتعاون ناهيك عن مناقشة القضايا الإقليمية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!