ترك برس
أشار تقرير لقناة "TRT عربي" التركية الرسمية إلى أن الصناعات الدفاعية التركية نجحت خلال السنوات الماضية في تحقيق إنجازات في عدد من المجالات، أهمها منظومات الدفاع الجوي بمستويات ومديات مختلفة، وكان آخرها تطوير عدد من المنظومات التي تَستخدم الليزر في الاعتراض.
وذكر التقرير أن الصناعات الدفاعية التركية نوَّعت الأسلحة المستخدَمة في منظومات الدفاع الجوي، فمنظومة "كوركوت" المخصصة للمديات المنخفضة تَستخدم الرشاشات الآلية في عمليات الاعتراض، ومنظومات "حصار" تَستخدم صواريخ طويلة المدى، فيما طوَّرت شركة "روكستان" منظومة "ألكا" التي تعتمد على الليزر في الاعتراض.
وتطوير منظومات تعتمد على الليزر في عمليات الاعتراض يأتي في إطار مساعي الصناعات الدفاعية التركية لمواكبة تطور التهديدات من الطائرات من دون طيار بأحجامها المختلفة ولمحاولة إيجاد أنظمة منخفضة التكلفة قادرة على التصدي لها. وفقا للتقرير.
منظومة "ألكا"
وبحسب "TRT عربي"، بدأت شركة "روكستان" تطوير منظومة "ألكا" في يوليو/تموز 2016، وبعد عامين نجحت في إنتاج النموذج الأول من المنظومة، وفقاً للشركة، وفي شهر مارس/آذار 2019 عرضت الشركة المنظومة في المعرض الدولي للصناعات الدفاعية في تركيا، بعد أن نجح في تحييد عدد من المُسيرات الصغيرة.
ويُنصب النظام عادةً إما على برج ثابت وإما على عربة متحركة، ويُستخدم في حماية المنشآت والمواقع الحيوية، بمدى يتراوح بين 750 و1500 متر، وتتكون المنظومة من ثلاثة أجزاء أساسية: الرداد، وجهاز التشويش، بالإضافة إلى سلاح الليزر.
ووفقاً لشركة "روكستان" فإنه يمكنه تتبع 100 هدف في وقت واحد باستخدام رادار الكشف عن المسيَّرات، ويعمل السلاح الليزري ليلاً ونهاراً، ويمكن استخدامه في المناطق السكنية، وتدمير العبوات الناسفة الموضوعة على جوانب الطرق و الذخائر غير المنفجرة.
ووفقاً للمدير العام لشركة "روكستان" مراد إكينجي، فإن "الرادار المثبت على المنظومة، يمكّنها من تتبع عديد من الأهداف في وقت واحد و تحييدها بسرعة، مما يجعلها متميزة في الدفاع ضد هجمات أسراب الطائرات من دون طيار".
لماذا أنظمة الليزر مهمة؟
بدأت الشركات الدفاعية في السنوات الأخيرة بتطوير أنظمة تستخدم الليزر في اعتراض الأهداف الجوية، وبدأت البحرية الأمريكية في عام 2014 باستخدام هذه المنظومات على سفنها، كما تمتلك بريطانيا وإسرائيل برامج مشابهة لاستخدام الليزر في الاعتراض.
ومن الممكن إرجاع ذلك إلى تكلفة عمليات الاعتراض التقليدية التي تعتمد على الصواريخ والأنظمة الدفاعية التقليدية في مقابل الاستخدام الواسع للطائرات من دون طيار الصغيرة التي ازداد حضورها في ميدان المعارك الحديثة.
فخلال الحرب في أوكرانيا، تسببت طائرات من دون طيار صغيرة تُعرف باسم "FPV" وهي اختصار "First-person view"، أي منظور الشخص الأول، في تدمير ثلثي الدبابات الروسية خلال الشهور الأولى من العام الحالي، وفقاً لمسؤول في الناتو تحدث مع مجلة فورين بوليسي.
أهمية هذا النوع من الطائرات دفعت أوكرانيا مثلاً للتخطيط لتوسيع إنتاجها منها، ووفقاً لوزير الدفاع الأوكراني فإن الجيش يخطط لتصنيع نحو مليون طائرة من دون طيار من "منظور الشخص الأول FPV" العام المقبل.
في ظل هذه التهديدات التي تشكلها الطائرات من دون طيار الصغيرة تبرز أهمية الأنظمة الدفاعية المخصصة لهذا النوع من التهديدات، ويشير الباحث في مجال الصناعات الدفاعية التركية نور الله أيدن، في حديث سابق مع TRT عربي، إلى أن "الطائرات المسيّرة الصغيرة تكون أحياناً غير مرئية على الرادار بسبب صغر حجمها وانخفاض مستوى التقنية المستخدمة فيها، ما يصعّب على أنظمة الدفاع الجوي اكتشافها واستهدافها".
أما السبب الآخر الذي يجعل لهذه المنظومات أهمية فهي التكلفة المرتفعة التي تتكبدها منظومات الدفاع الجوي التقليدية خلال اعتراض الأهداف الصغيرة، ما يجعل عملية الاعتراض"غير مجدية اقتصادياً"، وفقاً لأيدن.
وخلال شهر أبريل/نيسان الماضي وصلت تكلفة اعتراض الهجمة الإيرانية على إسرائيل إلى ما يقرب من 1.35 مليار دولار، وذلك وفقاً لما نقلته صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية. فيما بلغت تكلفة عمليات الاعتراض التي أجرتها البحرية الأمريكية في البحر الأحمر خلال أول ثلاثة أشهر من العام الحالي إلى مليار دولار، في المقابل تصل تكلفة عملية الاعتراض بالليزر الصلب الذي يعمل بالطاقة الكهربائية من 1 إلى 10 دولارات.
جزء من القبة الفولاذية
يتكامل نظام "ألكا" مع أنظمة الدفاع الجوية الأخرى في إطار مشروع "القبة الفولاذية" الذي أقرته اللجنة التنفيذية للصناعات الدفاعية التركية في شهر أغسطس/آب الماضي، والذي يقوم على مجموعة من الأنظمة الدفاعية المخصصة للتعامل مع تهديدات مختلفة.
وينتمي نظام "ألكا" إلى الأنظمة التي تتعامل مع الأخطار قصيرة المدى، وهي وفقاً للصحفي والكاتب في TRT Haber سيرتاش أكسان، تشمل الأنظمة التركية مثل "كوركوت"، و"غوكبرك"، و"شاهين"، و"غوكير"، و"إخطار"، و"سونغور".
ووفق ما أفاد به نور الله أيدن لـTRT عربي، فإن "ما يميز" القبّة الفولاذية "هو تركيزها على نظم الدفاع الجوي القريب. الذي يشمل عدداً من الأنظمة ومجموعة من الرادارات، مثل رادار التحكم في إطلاق النار، ورادار تتبع الأهداف، ورادار البحث، ورادار الاتصالات، ورادار التحكم، وأجهزة الكمبيوتر الذكية المعتمدة على الذكاء الصناعي التي تتابع وتمنع التدمير".
ولا يقتصر الإنتاج التركي لأنظمة الدفاع الجوية المعتمدة على الليزر على نظام "ألكا"، إذ سبق أن أنتجت شركة "أسيلسان" نظام "غوكبرك"، كما أنتجت شركة "ميتكسان" عام 2012 نظام "نازار" الذي تستخدمه البحرية التركية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!