ترك برس
أكد وزير الصناعة والتكنولوجيا التركي فاتح قاجر، أن المنافسة التكنولوجية في العالم أصبحت متعددة الأقطاب وإن بلاده تسعى من خلال سياسة "الحملة التكنولوجية الوطنية" لتعزيز استقلالها التام، وتعمل من أجل الاستقلالية في جميع المجالات.
جاء ذلك في تصريحات لشبكة الجزيرة القطرية ردا على سؤال حول ما إذا كانت تركيا قد أصبحت مكتفية ذاتيا ومدى تخلصها من هيمنة الولايات المتحدة على التكنولوجيا في العالم.
وقال قاجر: "أجد منظور العالم الأحادي القطب غير صائب، فلقد أصبحت المنافسة التكنولوجية في العالم متعددة الأقطاب، ولم يعد بالإمكان القول بشكل مطلق أن دولة واحدة متقدمة في جميع المجالات، نعم الولايات المتحدة تتفوق في بعض المجالات، لكننا نرى أن دولًا أخرى تتقدم في مجالات معينة".
وأضاف: "على سبيل المثال، في الذكاء الاصطناعي، الصين ليست متأخرة عن الولايات المتحدة، وفي تكنولوجيا الجيل الخامس "5G"، الصين متقدمة على الدول الغربية، هذا أدى إلى منافسة بين هذه الدول".
وتابع: "نحن في تركيا، ومن خلال سياسة "الحملة التكنولوجية الوطنية"، نسعى لتعزيز استقلالنا التام، ونعمل من أجل الاستقلالية في جميع المجالات، من صناعات الدفاع إلى القطاع الصحي، ومن القطاع المالي إلى قطاع الطاقة، ويجب أن نكون كذلك، ففي جميع أنحاء العالم تشعر الدول بأنها مضطرة لتطوير تكنولوجياتها المستقلة".
وأردف: "سنواصل تعزيز اكتفائنا الذاتي، وهذا يعزز أيضًا اقتصادنا، فعلى سبيل المثال، كان لدينا في الصناعات الدفاعية صادرات بقيمة 250 مليون دولار، والآن وصلت إلى 5.5 مليارات دولار، هذا الرقم سيصل بسرعة إلى 10 مليارات دولار في المستقبل القريب".
وحول أهداف تركيا المستقبلية في مجال الفضاء بعد إرسال أول رائد فضاء تركي، قال الوزير قاجر: "لدينا أعمال بدأت منذ 22 عامًا، حيث طورنا وأرسلنا إلى الفضاء القمر الصناعي الخاص بنا المسمى (İMECE)، نحن ننتج بأنفسنا أقمار التصوير عالية الدقة وأنظمتها الفرعية، كما أننا أكملنا مشروع أول قمر صناعي للاتصالات محلي الصنع "ترك سات 6 إيه" (TÜRKSAT 6A)، وسنرسله إلى الفضاء في شهر يونيو/حزيران، إنه يعتبر منصة قمر صناعي عملاقة تزن 4250 كيلوغراما".
وأضاف: "نحن نتحدث عن أكثر نظام تكنولوجي ذا قيمة قمنا بإنتاجه حتى الآن، وبفضل هذه المنصة، سنكون ضمن 11 دولة فقط في العالم قادرة على صنع أقمار صناعية بهذا الحجم، ولقد أصبحت تركيا واحدة منها".
وذكر أنه "في برنامج الفضاء الوطني، سنرسل رائدنا الثاني إلى الفضاء في يونيو/حزيران القادم، وسنشارك في مشاريع أكثر إثارة في المستقبل، ونعمل على أن نكون جزءًا من مشروع تجديد محطة الفضاء الدولية، كما أننا نقوم بأعمال جادة ومهمة للوصول بشكل مستقل إلى القمر".
من جهة أخرى، راى قاجر أن الذكاء الاصطناعي يشكل خطرًا على مستقبل البشرية إذا لم يتم تنظيمه ووضع قواعد له، فعلى سبيل المثال، نحن نشهد منذ أكثر من 7 أشهر عملية إبادة جماعية في غزة تمثل تهديدًا للإنسانية، وإذا لم تُستخدم التكنولوجيا لصالح الإنسانية من قِبل الذين يمتلكونها فإنها ستتحول إلى كارثة للإنسانية.
وأوضح أن "الشركات التي تطور الذكاء الاصطناعي هي تلك التي تمتلك الدافع الأكبر لتحقيق ربح عالٍ، ولاحظنا أيضًا أن هذه الشركات تشارك في أنشطة غير تجارية أيضًا".
ولدى سؤاله عما إذا كانت أزمة "كامبريدج أناليتيكا" التي أثرت على انتخابات الولايات المتحدة مثالا على هذا، قال الوزير: "نعم، أنا لم أرغب في ذكر الأسماء ولكنكم ذكرتم العنوان الصحيح، استخدام الشركات التكنولوجية الكبيرة للبيانات الضخمة بأهداف مختلفة يمكن أن يؤدي إلى مشاكل خطيرة".
وشدد على أنه "إذا لم تقم البشرية بتنظيم هذا المجال لاستخدامه لصالح الإنسانية، فإن الذكاء الاصطناعي قد يجلب لنا كوارث في وقت قصير جدًا".
وأضاف: "لقد تطورت العلاقة بين الذكاء الاصطناعي وقوى العمل بشكل مختلف عما كان متوقعًا قبل 5 سنوات، حيث كان من المفترض أن يقوم الذكاء الاصطناعي والآلات الذكية بعمل القوى البشرية في الأعمال الشاقة والمكررة، لكن الأمر لم يكن كذلك، قام الذكاء الاصطناعي بأعمال تقوم بها البشر بأسلوب مبتكر، مثل كتابة القصص والسيناريوهات وإنتاج الأفلام".
وقال: "إن كنتم تسألون ما هو الضرر في ذلك، فإن الأعمال التي يقوم بها الإنسان باستخدام قدراته الفكرية تشكل أساسًا لتشكيل النظام الاجتماعي على وجه الأرض، وتسهم في تطوره أيضًا، لذا يظهر أمامنا سؤال عن القيم التي سيستخدمها الذكاء الاصطناعي للقيام بهذه الأعمال".
وأشار إلى أنه "يجب على مشغل الذكاء الاصطناعي أن يُعلن عن مجموعة القواعد الأخلاقية التي يعمل بها، والبيانات التي تستند إليها الخوارزمية، والقواعد التي يستند إليها لإنتاج النتائج، ويجب أيضًا تسمية المحتوى الذي تم تطويره بواسطة الذكاء الاصطناعي، وإلا لن يكون بإمكان البشر التعامل معه وقد نواجه كوارث هائلة".
وتابع: "نحن كتركيا نستعد لعصر الذكاء الاصطناعي، ونعمل على تلبية احتياجاتنا فيه من خلال أبحاثنا الضخمة، وإنتاج التكنولوجيا الذكية والموثوقة".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!