ندرت أرسنال - يني شفق
هل تعلمنا حقًا، بعد كل ما عانيناه في الشرق الأوسط والبلقان والقوقاز والبحر الأبيض المتوسط وأفريقيا، عندما كنا "ننتظر الهيمنة"، الدروس التي يجب أن نستخلصها من تلك التجارب
في ضوء هذه التجارب، كانت إحدى الاجتماعات التي كتا نأمل أن تتحقق، تُعقد في إسطنبول أثناء كتابة هذه السطور.
اجتمع وزراء الخارجية من تركيا وروسيا وأذربيجان وإيران وجورجيا وأرمينيا في إطار صيغة "3+3"، التي تُعتبر واحدة من المخرجات الحرجة للحرب بين أرمينيا وأذربيجان والتي إذا تمت، ستنتج إرثًا استراتيجيًا ذا قيمة كبيرة. (لم يتضح بعد مشاركة جورجيا في هذا الاجتماع).
وكما عبر وزير الخارجية هاكان فيدان عن ذلك قائلاً: "إنها معادلة رائعة جدًا"...
ورغم أنها نتاج فكرة خاصة بالقوقاز، فإن صيغة 3+3 تُبرز تضع مواضيع ثنائية وثلاثية بين هذه الدول، بالإضافة إلى كل دولة على حدة، على خريطة أكبر تشمل وسط آسيا والصين وروسيا ومنظمة الدول التركية، والعلاقات البحرية والطرق. "من هنا تأتي روعتها"
ونأمل أن تتصرف هذه الدول، التي تركز حاليًا على تجاوز مشكلاتها وتعزيز العلاقات بينها، بوعي وإخلاص ودون "انتظار الهيمنة"، وتدرك الدور المهم الذي تلعبه في رسم خريطة العالم الجديدة.
في الحقيقة، هذه الأسئلة نفسها عبارة عن فخ. هل اللحظات التي تقضونها في التقليل من شأن روسيا والصين والدول التركية وآسيا الوسطى وآسيا الغربية، مقارنة بالإنجازات الرقمية "للشرق"، تتوافق مع مصالح تركيا؟
المفتاح هو: ""تظهر الدول التي تقع خارج النظام البيئي الغربي للرفاهية ميلاً نحو هذه الهياكل الشرقية المركزية".
يمكنك إضافة آلاف النقاط الأخرى: انتهاك العدالة والأخلاق على الصعيد العالمي، نظام الاستغلال، انهيار النظام الغربي بعد الحرب العالمية الأخيرة، تدهور الاقتصاد العالمي، العجز عن التجديد، حالة الشيخوخة، الأفكار الثابتة، وغيرها الكثير..
فهل بقيت تركيا داخل هذا النظام البيئي الغربي للرفاهية أم استبعدت منه؟ أم أنها بقيت فيه بصعوبة بالكاد، بعد أن أعطت عشرة وحصلت على واحد؟
حتى اليوم، وباعتبار أن تركيا مرشحة لأن تكون قطبًا متعددأ بحد ذاته وليست ذات أقطاب متعددة، يجد الناس في تركيا يترددون في الحديث عن "بريكس" و"الشرق" و"منظمة شنغهاي للتعاون" وغيرها. لماذا؟ خوفًا من الهيمنة. فهم لا يستطيعون أن يقولوا ببساطة: "أين تكمن مصلحة تركيا؟"
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مواضيع أخرى للكاتب
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس