يوسف قابلان - يني شفق
سبق لي أن نشرت مقالاً للأخ مصطفى دوغان حول الاضطرابات في هولندا. واليوم يسعدني أن أقدم لكم مقالاً آخر له يتناول نفس الموضوع.
يعتبر هذا المقال بمثابة منارة تنير لنا الطريق لفهم التحديات التي تواجه الإسلام في هولندا، ويحمل معلومات وتحذيرات بالغة الأهمية، حيث يروي قصة ملفتة لابنة أحد عناصر تنظيم "بي كي كي" الإرهابي الفارّ من تركيا، التي تسعى اليوم لأن تصبح رئيسة الوزراء في هولندا. لذا دعونا نتابع الأحداث عن كثب في هولندا، وأترككم الآن لتستمتعوا بقراءة هذا المقال والمفيد.
الإرهاب اليهودي ضد الإسلام موجود في هولندا
بدأت سلسلة من التحولات السياسية الخطيرة في هولندا عقب مباراة كرة القدم بين فريقي تل أبيب وأياكس في أمستردام، التي أطلقت شرارة الفساد اليهودي هناك:
ــ بعد المباراة، سعى البعض لتحويل المضايقات التي استهدفت المسلمين والإسلام إلى سياسة دولة.
ــ اُتهمت رئيسة بلدية أمستردام الاشتراكية فيمكي هالسيما، بالتقصير في حفظ النظام العام وحماية اليهود، وتتعرض لضغوط من اللوبي اليهودي لدفعها للاستقالة.
ــ يواجه رئيس وزراء الحكومة الائتلافية ديك شوف ضغوطا للاستقالة، وقد يستقيل في أي لحظة.
ــ استقالت نورا أشهبار، وزيرة حزب العقد الاجتماعي الجديد الوسطي، مما وضع حكومة ديك شوف الائتلافية على حافة الانهيار، ويتوقع استقالة وزير آخر لتعجيل هذا التفكك.
ــ يسعى اللوبي اليهودي في هولندا إلى تشكيل حكومة جديدة تتبنى سياسة "العنف الحكومي"، تستهدف المسلمين والمهاجرين بشكل مباشر، ويهدف إلى نشر هذه السياسة إلى خارج هولندا، لزعزعة الاستقرار في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي.
ــ إذا انهارت الحكومة الحالية، فمن المتوقع أن تتشكل حكومة جديدة بقيادة خيرت فيلدرز زعيم حزب الحرية اليميني المتطرف المعادي للإسلام ، وديلان يشيلجوز زيجيريوس زعيمة حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية، وهما شخصيتان معاديتان للإسلام. ويبدو أن الهدف من الاستفزازات التي شهدناها هو التمهيد لتشكيل هذا التحالف.
من هي ديلان يشيلجوز زيجيريوس زعيمة حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية؟
ــ وُلدت في أنقرة لعائلة علوية من ولاية تونجلي. هاجرت عائلتها إلى هولندا بعد انقلاب 12 سبتمبر. شغلت عضوية مجلس بلدية أمستردام، وفي عام 2023،انتخبت رئيسة لحزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية، وحصلت على 15% من الأصوات، مما مكّنها من دخول مجلس النواب الهولندي بـ 24 مقعدًا.
ــ تُعرف يشيجوز بمواقفها المعادية للإسلام، وقد شغلت منصب عضو مجلس النواب الهولندي عن حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية، ووزيرة الشؤون الاقتصادية وسياسة المناخ في حكومة روته. دعمت المثليين طوال مسيرتها السياسية متبنية أفكارهم، وانتهجت سياسات صارمة ضد المسلمين والأجانب، مما يجعلها منافسة لخيرت فيلدرز.
ــ استغلت ديلان أحداث مباراة تل أبيب وأياكس لإثارة موجة من التعاطف لصالح اليهود، واستخدمت مصطلح "البوغروم" لتصعيد التوتر وخلق جو من الضغينة ضد الأجانب.
ــ قدمت ديلان بصفتها رئيسة حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية، مشروع قانون إلى مجلس النواب الهولندي.
رئيسة حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية، ديلان يشيلجوز:
ــ استغلت يشيلجوز التوترات الناتجة عن مباراة مكابي تل أبيب وأياكس وحوّلتها إلى فرصة لتجسيد دور "الضحية" لصالح اليهود، متبعةً خطى ايان هرسي علي في لعب هذا الدور.
ــ بعد المباراة مباشرة، قدمت ديلان يشيلحوز، تلميحات واضحة حول خططها المرعبة بقولها: "يجب أن نعود إلى الوضع الطبيعي. ما يحدث من ملاحقة لليهود والبؤس الذي نشهده في أمستردام أمر فظيع. حريتنا وأمننا مهددان. وهذا جزء من نتيجة الاندماج الضعيف. نحن بحاجة إلى تدخل مباشر، وكذلك إلى إجراءات ملموسة لإبعاد هؤلاء الأشخاص عن الشوارع.
ـ يوم الأربعاء، قدمت يشيلجوز مشروع قانون باسم حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية، إلى البرلمان الهولندي تطالب فيه بتمريره، ويتضمن ما يلي:
_ مراقبة المساجد ومدارس تحفيظ القرآن في عطلة نهاية الأسبوع.
_ استبعاد الجماعات الدينية المحافظة من سياسات الاندماج.
_ إلزام جميع المتقدمين للحصول على جواز سفر، بإتقان اللغة الهولندية على مستوى التحدث بطلاقة.
_ ترحيل الأشخاص المدانين بجريمة معاداة السامية وسحب الجنسية منهم.
_ إلزام المتقدمين للحصول على المساعدات الاجتماعية بتعلم اللغة.
_ منع الأئمة من إلقاء الخطب والدروس التي تحرض على الكراهية في المساجد.
_ تسريع إجراءات إلغاء تصاريح الإقامة للأشخاص المدانين بجرائم الكراهية (معاداة السامية).
_ اعتبار معاداة السامية سببًا لإلغاء الجنسية الهولندية.
مواقف ديلان يشيلجوز:
ـ تدعم الإبادة الجماعية الممنهجة والمجازر التي ترتكبها إسرائيل في غزة، وتعتبرها "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها" وتؤيده.
ـ تصنف حركة حماس على أنها "منظمة إرهابية"، وتعارض أي وجود لأي حركة إسلامية في هولندا.
ـ تستخدم ديلان يشيلجوز زيجيريوس هويتها العلوية كغطاء، ولكنها في الواقع هي أرمنية متخفية تتعاون مع الشتات الأرمني المتطرف الذي يسعى للاعتراف بما يُسمى "الإبادة الجماعية الأرمنية"، في أنشطة مناهضة لتركيا.
ـ في عام 2018، مارست ضغوطًا كبيرة في البرلمان الهولندي للاعتراف بما يسمى "الإبادة الجماعية الأرمنية". وبذلت جهودًا كبيرة بالتعاون مع حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية، للحصول على موافقة البرلمان.
ـ قامت بتعليق صورة ترمز إلى احتلال قره باغ من قبل الأرمن في مكتبها، والتقطت صورة أمامها، وانتقدت بشدة موقف تركيا في حرب قره باغ إلى جانب أذربيجان.
ـ دافعت عن حق إهانة الأتراك والرئيس أردوغان معتبرة أن ذلك يجب أن يُعترف به تحت شعار "حرية الفكر".
ـ وهي ابنة يوجل يشيلجوز، الذي هرب من تركيا إلى هولندا في عام 1984، خوفاً من اتخاذ الدولة إجراءات بحقه بسبب انتمائه اليسار المتطرف وعضويته في تنظيم "بي كي كي" الإرهابي. ورغم أنها ليست كردية، إلا أنها تعرف نفسها بـ "كردستانية" وتنكر أنها تركية.
ـ خلال فترة توليها وزارة العدل، قامت بحظر ارتداء الحجاب على الشرطيات بحجة أنها"رمز إيديولوجي وسياسي".
في الوقت الراهن، تُعد ديلان يشيلجوز زيجيريوس إحدى الشخصيتين الرئيسيتين اللتين تسببان الأزمة السياسية في هولندا، وربما تصبح رئيسة الوزراء إذا لم يحصل خيرت فيلدرز على موافقة "إسرائيل العميقة" لتولي المنصب.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس