ترك برس

قال الرئيس التركي السابق عبد الله غل، إن بلاده استقبلت من اللاجئين خلال سنتين مجموع ما استقبلته ألمانيا خلال ثلاثين عاما، وأن الشعب التركي تجاوز هذا الاختبار بنجاح باستثناء بعض الممارسات الفردية.

جاء ذلك في حوار له مع موقع "المجلة" العربية، تطرق فيها إلى ملفات وقضايا عدة ومنها قضية اللاجئين السوريين في تركيا.

وأضاف أن تركيا أصبحت من أكثر الدول التي استقبلت اللاجئين وهذا طبعا أثّر على النسيج الاجتماعي بشكل عام.

وفي معرض رده على سؤال عما إذا كان اللاجئون السوريون يشكلون مشكلة حقيقية أم تستعمل هذه المسألة من قبل القوى السياسية في تركيا لأسباب سياسية؟، قال غل إن "الشعب التركي أبدى موقفا مهماً وموحداً في هذا الموضوع فلم تكن هناك مشاحنات كبيرة بالنسبة للاجئين، بل بعض الحوادث المعزولة".

وأضاف: على مدى السنوات العديدة الماضية، أجرت تركيا أكثر من خمسة انتخابات محلية ورئاسية وبرلمانية، ولم يستغل أي حزب سياسي قضية اللاجئين. وفي الانتخابات الأخيرة، برزت إلى حد ما في الانتخابات الأخيرة، لكن الشعب التركي أبدى إنسانية بشكل عام في تعامله مع هذه القضية.

وتابع: في الواقع، أنا أثني على أحزاب المعارضة- لا سيما حزب المعارضة الرئيس (الشعب الجمهوري) - لعدم استخدام هذه القضية كسلاح خلال الانتخابات. لا يمكن قول الشيء نفسه في أوروبا، حيث تم تسييس قضية الهجرة بشكل كبير.

غل قال إنه "سبق وتحدثت في هذا الموضوع في أكثر من مرة وقلت إن اللاجئين إلى أي بلد لا يشعرون بأنهم في وطنهم، طبعا هم يشتاقون إلى وطنهم، إلى منازلهم إلى حقولهم إلى مدارسهم، ولكن في الوقت ذاته في البلد المضيف أيضا يُستضاف هؤلاء الناس لفترة ثم تبدأ بعد ذلك مشاحنات اجتماعية، مثلا بالنسبة لموضوع منافسة بعض الأجانب لأبناء البلد، فلذلك يجب أن تكون عودة اللاجئين بشكل مناسب بحيث يشعرون بالراحة والأمان في هذا الموضوع."

واستطرد: لكن قد يبقى بعض هؤلاء اللاجئين في البلد الذي التجأوا إليه أو نزحوا إليه. هذا أمر اعتيادي ويُرى في أكثر من مرة. ولكن المهم كيف يرجع هؤلاء الناس إلى أوطانهم وإلى بيئتهم الأصلية الحقيقية التي يرتاحون فيها."

واختتم بالقول: أتمنى أن يكون الكل مرتاحين في أوطانهم وفي بلدانهم وبين أقاربهم، ومن هذا المنطلق يجب أن تكون هناك مبادرات مهمة ومشاريع مهمة لتحقيق مثل هذا الغرض بالشكل الذي يرضي جميع الأطراف المعنية.

ووفقا لإحصاءات إدارة الهجرة التركية الصادرة مطلع ديسمبر/كانون الأول الجاري، بلغ عدد السوريين المقيمين في تركيا تحت بند "الحماية المؤقتة" مليونين و936 ألفا و369 شخصا.

ويشكل السوريون نسبة كبيرة من العمالة في تركيا، ويتركزون في قطاعات الزراعة، والصناعة، والإنشاءات.

بعد أيام من سقوط نظام بشار الأسد، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده لن تجبر السوريين على العودة إلى ديارهم، وأنه من يريد البقاء منهم "لهم مكان على العين والرأس".

وعبدالله غُل من الشخصيات السياسية النادرة في تركيا. عرف بلاده من الداخل ومن الخارج. درس فيها وخارجها. عمل فيها وخارجها. انخرط في السياسة، وانضم إلى نجم الدين أربكان في "حزب الرفاه"، ثم ساهم لاحقا في تأسيس "حزب العدالة والتنمية" مع رجب طيب أردوغان.

تنقل عبدالله غل بين مناصب عدة: وزير خارجية، ورئيس وزراء، ورئيس جمهورية. أقام في قصر تشانكايا الرئاسي بين 2007 و2014، وترك كرسي الرئاسة لصديقه رجب طيب أردوغان.

غل، الأكاديمي والسياسي والاقتصادي والدبلوماسي والرئيس السابق، عاصر مراحل مهمة في تاريخ تركيا، بينها الكثير من المنعطفات الحاسمة في الشرق الأوسط، فأثناء الغزو الأميركي للعراق عام 2003، كان السيد غل رئيسا للوزراء، ولعب دورا قياديا عندما قرر البرلمان التركي عدم السماح بتمركز القوات الأميركية في البلاد في حال اندلاع الحرب في العراق. كما كان رئيسا لتركيا خلال الحرب الإسرائيلية على غزة في 2008-2009، وفي فترة "الربيع العربي" عام 2011.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!