ترك برس
أشعل أول تواصل سياسي مع عبد الله أوجلان منذ عقد النقاش حول مستقبل القضية الكردية في تركيا، مع تحركات سياسية مكثفة بين الحكومة والمعارضة. فهل تمهد هذه التطورات الطريق لسلام جديد أم تعمق الانقسام؟
والخميس، أجرى وفد من حزب "المساواة وديمقراطية الشعوب" المحسوب على أكراد تركيا، محادثات مع رئيس البرلمان التركي وزعيم حزب الحركة القومية في أعقاب أول تواصل سياسي مع زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون عبد الله أوجلان خلال نحو 10 سنوات.
واجتمع الوفد الذي ضم 3 من أعضاء حزب "المساواة وديمقراطية الشعوب" المعارض مع رئيس البرلمان نعمان قورتولموش، ثم مع رئيس حزب الحركة القومية دولت بهجلي في سياق جهود لإعادة إطلاق الحوار بين أنقرة وحزب العمال الكردستاني، بحسب تقرير لـ "الجزيرة نت".
وعُقد الاجتماعان لإطلاع كورتولموش وبهجلي على مضمون اللقاء الذي أجراه وفد من الحزب المعارض نهاية الأسبوع الماضي مع مؤسس حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان الذي يمضي عقوبة بالسجن مدى الحياة في سجن جزيرة إمرالي قرب إسطنبول.
وتعد تلك أول زيارة سياسية لأوجلان منذ أكثر من عقد، وجاءت بعد شهرين من دعوة أطلقها زعيم حزب الحركة القومية المنضوي في الائتلاف الحاكم لحل القضية الكردية.
فقد دعا بهجلي أوجلان للحضور إلى البرلمان لإعلان حل حزب العمال الكردستاني -الذي تصنفه أنقرة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تنظيما إرهابيا- مقابل إطلاق سراحه.
ولقيت مبادرة زعيم حزب الحركة القومية دعما من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وجاءت قبل أسابيع من دخول الفصائل السورية إلى دمشق وإنهاء حكم عائلة الأسد الذي استمر أكثر من 50 عاما.
موقف أوجلان
ونُقل عن أوجلان -بعدما التقى في سجنه وفد حزب "المساواة وديمقراطية الشعوب"- تصريحات قرئت باعتبارها إشارة إلى استعداده لإنهاء القتال ضد الدولة التركية.
وأعرب أوجلان عن استعداده للمساهمة في صنع السلام، معتبرا أن تعزيز الأخوة الكردية التركية هو "مسؤولية تاريخية".
ونُقل عنه قوله إنه "مستعد لاتخاذ الخطوات الإيجابية الضرورية"، مشيرا إلى أن الوفد الذي زاره سينقل موقفه إلى الدولة التركية والقوى السياسية الأخرى.
وصرح النائب سري سوريا أوندر -عضو الوفد الذي التقى أوجلان- بأن مباحثاتهم مع رئيس البرلمان التركي اليوم الخميس كانت إيجابية، وقال "لدينا أمل"، وفقا لما نقلته شبكة "إن تي في" التركية.
وأضاف أوندر أن الوفد سيجتمع مع حزب العدالة والتنمية الحاكم وحزب الشعب الجمهوري الذي يقود المعارضة يوم الاثنين المقبل.
وكان الرئيس المشارك لحزب "المساواة وديمقراطية الشعوب" تونجر بكيرهان قد وصف التطورات الأخيرة بأنها "فرصة تاريخية لبناء مستقبل مشترك"، ورأى أن تركيا والمنطقة "على أعتاب تحول ديمقراطي محتمل".
من جهته، قال عضو وفد حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب» للحوار مع أوجلان، الذي بات يعرف إعلامياً بـ«وفد إيمرالي»، نسبة إلى سجن إيمرالي الذي يقبع به أوجلان، السياسي الكردي أحمد تورك، إن «همنا الوحيد هو إعادة بناء الأخوة التركية الكردية التي يعود تاريخها إلى ألف عام، وإن الصداقة بين الأتراك والأكراد سوف تحدد مستقبلهم في الشرق الأوسط وتؤدي إلى مستقبل ديمقراطي».
وأضاف أنه في وقت لا نعرف فيه إلى أين قد يتطور الشرق الأوسط، يتعين على الأتراك والأكراد أن يحتضنوا بعضهم البعض مرة أخرى، نحتاج إلى خلق مستقبل أخوي مشترك مرة أخرى، عدا عن ذلك، لا نفكر بالبلديات ولا بالانتخابات.
وكان أوجلان قد تحدث في رسالته التي بعثها مع الوفد الذي زاره قبل أيام، عن أهمية التقارب بين الأتراك والأكراد، وفق ما أفاد حزب كردي، مؤكدا أن "تعزيز الأخوة التركية الكردية مسؤولية تاريخية".
وأعرب أوجلان عن استعداده للمساهمة في عملية السلام مع أنقرة.
وكان الزعيم الكردي عبدالله أوجلان، المحتجز في الحبس الانفرادي في تركيا منذ عام 1999، قد تلقى أول زيارة "منذ 43 شهرا" في أكتوبر الماضي.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!