ترك برس

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي هاكان فيدان في أنقرة، أن العلاقات الروسية التركية تسير في مسار إيجابي رغم التوترات الدولية.

وجاءت تصريحات لافروف لتسلط الضوء على عدد من القضايا الإقليمية والدولية، بما في ذلك التطورات في أوكرانيا، والتعاون في مجال الطاقة، والوضع في سوريا. حسبما نقلت وكالة "RT".

أشار لافروف إلى أن اللقاءات بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان في قمتي "شنغهاي للتعاون" و"بريكس" كانت مهمة، مؤكدًا أن المحادثات بين البلدين تشمل مجالات واسعة مثل الدفاع والاستخبارات. وأضاف أن رئيس البرلمان التركي زار موسكو مؤخرًا، فيما ستزور رئيسة مجلس الاتحاد الروسي فالنتينا ماتفيينكو تركيا قريبًا.  

تناول لافروف التعاون بين البلدين في مجال الطاقة، مشيرًا إلى التقدم في مشروع محطة "أكويو" النووية، حيث يتم العمل على إطلاق المفاعل الأول وبناء المفاعلات الأخرى. كما ناقش الجانبان تأمين عمل خط أنابيب الغاز "السيل التركي" وحمايته من الأعمال الإرهابية التي يتهم لافروف نظام كييف بالوقوف خلفها.  

وحذر لافروف من أن أي أعمال إرهابية ستؤثر ليس فقط على إمدادات الغاز، ولكن أيضًا على أسعاره في السوق العالمية. وأكد أن روسيا أبلغت الجانب التركي بالمحادثات التي جرت مع الولايات المتحدة في الرياض، مشيرًا إلى أهمية الحوار الطبيعي لحل المشكلات رغم اختلاف المواقف.  

أكد لافروف على ضرورة تنفيذ قرارات مجلس الأمن بشأن إقامة دولة فلسطينية مستقلة في إطار حل الدولتين، معربًا عن دعم روسيا لهذا المسار.  

تطرق لافروف إلى الوضع في سوريا، مؤكدًا أهمية التعامل مع الواقع الجديد. وانتقد الوجود الأمريكي غير الشرعي في سوريا، مشيرًا إلى أن القوات الأمريكية تحتل مناطق غنية بالنفط والغاز وتستغل موارد الشعب السوري. وأعرب عن ترقب روسيا لعقد مؤتمر سوري شامل يضم جميع الأطياف السياسية، مؤكدًا أن أي تقدم في هذا الصدد سيعزز التعاون مع روسيا.  

تحدث لافروف عن الوضع في أوكرانيا، مؤكدًا أن مواقف روسيا لم تتغير، بينما أشار إلى أن بعض الدول بدأت تدرك أن حل الأزمة يتطلب معالجة الأسباب الجذرية التي أدت إليها. وانتقد لافروف مواقف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مشيرًا إلى تغيرها باستمرار.  

وأكد لافروف أن روسيا لن توقف العمليات القتالية إلا إذا رأت أن المفاوضات تعطي نتائج مرضية، مع الأخذ بعين الاعتبار الواقع على الأرض. وانتقد القرارات الأوكرانية بحظر اللغة الروسية والكنيسة الأرثوذكسية، مؤكدًا أن هذه الإجراءات أثارت استياء السكان في المناطق الشرقية.  

رحب لافروف بتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي انتقدت عملية ضم أوكرانيا إلى حلف الناتو، معتبرًا أنها كانت خيارًا خاطئًا. وأشار إلى أن أحد مستشاري ترامب أكد أن الحرب في أوكرانيا تم التحضير لها من قبل الحزب الديمقراطي وليس روسيا.  

واختتم لافروف بالإشارة إلى أن اتفاقية إسطنبول، التي تم التوصل إليها في 2022 ولكن تم إفشالها بضغط من بريطانيا، يمكن أن تكون أساسًا لإعادة التفاوض. وأكد أن روسيا تسعى لإعادة عمل السفارات مع الولايات المتحدة، حيث جرت اتصالات فنية الأسبوع الماضي، ومن المقرر أن تجري مفاوضات كاملة هذا الأسبوع.  

جاءت تصريحات لافروف لتؤكد عمق العلاقات الروسية التركية وتعاونها في مجالات متعددة، مع تركيز خاص على قضايا الطاقة والأمن الإقليمي. كما أظهرت التصريحات موقف روسيا الثابت تجاه الأزمة الأوكرانية، مع إشارة إلى أهمية الحوار لحل النزاعات الدولية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!