غولاي غوك ترك - صحيفة أكشام
بعد ثلاث سنوات من الهدنة مع حزب العمل الكردستاني الإرهابي، وفي هذه الأيام نرى نهاية وشيكة لهذه التهدئة بقرار من الاتحاد الكردي، ليكون بذلك قد أنهي حقبة من امل الهدوء والسلام، وتعقيبا على هذا الحدث كتب يلدراي اوغور البارحة مقال بعنوان "أغبى مبررات وأسباب على وجه الأرض لإشعال حرب" ومما قرات في مقالته لا أرى عاقلا قد يعترض مع ما كتبه.
تعمل القوى الكردية التي لا ترى في الحل السياسي مع الحكومة التركية او التسوية الاجتماعية على أساس المواطنة وحقوق المواطن بين الاكراد والأتراك على اشعال المنطقة وتوجيهها نحو مزيد من الصدام، ويعملون بشكل مستمر على زيادة الاحتقان بصب الزيت على النار وان لم يجدوا نارا اشعلوها بأنفسهم. فهم لا يرون بالسياسة طريقا لتحقيق مظالمهم المزعومة، فيسعون بالقوة وباستخدام حرب العصابات لتحقيق اجنداتهم الخاصة بهم دون الشعب الكردي، وكمثال على ذلك نرى في حادثة السد المائي سلفان خير دليل وبرهان، فقد عمدوا الى مهاجمة هذا السد المائي لإعادة اشعال مشاعر المظلومية لدى الاكراد نحو العسكر والحكومة التركية، وفي نفس الوقت كان المتضرر الحقيقي من الحدث هم الفلاحون الاكراد، فقد تضرر ما يزيد عن 249 هكتارا من المساحات الزراعية والتي يستفيد منها ما يقارب 300 ألف كردي.
من أيام المحادثات الأولى التي بدأت في اوسلوا والى يومنا الحالي فأننا نعيش اليوم اخطر لحظات مشروع الحل الذي يفضي بتمثيل الأقليات في المجلس البرلماني، وكما حذرت من قبل فاني اعيد وازيد وأقول باننا في محاولاتنا الدؤوبة لقرائه المشهد نفترض بان الهدف والاطار العام الذي يجب ان تكون على أساسه التحالفات هو " مشروع الحل" لكن الحقيقة غير ذلك، فالتجمع الكردي وممثلي السياسية الكردية في حزب الشعوب الديمقراطية لا يرى في مشرع الحل أي الزام او دافع وانما يكون الدافع الحقيقي لهم ما تحدده السياسيات الخارجية لا الداخلية، فالاستراتيجية الأساسية التي يعتمدها التكتل الكردي تتمثل بالسياسية الخارجية ومتطلباتها.
اما بالنسبة لاستراتيجية الاكراد فهي وكما كتبت سابقا تتمثل بالعمل الدؤوب في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية بدعم أمريكا والتحالف الدوالي والعمل على دحر تنظيم الدولة الإسلامية لكسب ثقة النظام العالمي، الذي بدورة يسمح له بإقامة نواة الدولة الكردية في شمال سوري، والتي ستعمل في المستقبل على التوسع لتشمل كل المناطق الكردية المزعومة. وفي إطار هذه السياسية والاستراتيجية العامة فان حزب العمل الكردستاني لن يتأثر بالعملية السياسية في تركيا ولن تكون للتشكيلات السياسية الحالية ولا حتى المستقبلية عظيم الأثر في تغيير هذه الاستراتيجية.
لكن في المقابل فان الذي تستطيع الحكومة التأثير عليه هو الشعب، فعلى الحكومة ان تجعل معركتها الحقيقية في كسب ثقة الشعب الكردي لأنها الطريقة الوحيدة التي تستطيع من خلالها تجريد حزب العمل الكردستاني من شرعيته القومية ووضعه تحت المجهر الكردي ليدخل عملية المسائلة او على الأقل حيز الشك. وفي إطار اخر فان الدعم الدولي والامريكي بشكل خاص يلعب دورا مهما في هذه المعادلة. أما في سياق التحالفات فإننا نرى ان تحالف حزب العدالة والتنمية مع الحزب القومي سيضر بثقة الاكراد في الحكومة وستجعلهم يوجهون بقبلتهم الى حزب العمل الكردستاني.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس