غولاي غوك تورك - صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس
خلقت التصريحات الصادرة عن أوجلان والتي صدرت متأخرة خمسة عشر يوماً سعادة وأملاً لدى القسم الأكبر في تركيا وخيبة أمل لدى فئة قليلة.
وأصبحنا نعرف جيداً من هي هذه الفئة القليلة.
وبطبيعة الحال فقد عاش الذين يكرهون الـ PKK لرغبته في السلام حيث يرون أن الحرب هي طريق الخلاص الوحيدة لهم, والذين يريدون الاستمرار للروح التي تسببت بأحداث غيزي بارك لخلق بلبلة في تركيا والذين لا هم لهم إلا خلق الاحتجاجات, عاشوا حالة كبيرة من خيبة الأمل.
لن تكون السيطرة على الموقف سهلة بالنسبة لهم, علاوة على أننا نستطيع أن نتأكد أنهم لن يوفروا جهداً لإبطال مفعول هذه المفاجئة التي ظهرت في الدقائق الأخيرة.
ولسبب من الأسباب فإننا لا نستطيع أن نقول إن هذه السعادة المرافقة للدعوة إلى ترك السلاح نقية أو كاملة الوضوح.
نعم, نحن اليوم متقدمون خطوة على تاريخ 28 شباط , ونتمتع بالأمل أكثر. ولكن من ناحية أخرى لا تزال أفئدتنا تتوجس خيفة. فنحن في حالة خوف من الفرح بسبب الشك الذي تحدثه بداخلنا التطورات الحاصلة في السنتين الأخيرتين.
تظهر التصريحات التي أدلى بها بعض قيادات حزب الشعوب الديمقراطية (HDP) بعد الدعوة إلى ترك السلاح مباشرة أن الفترة المقبلة لن تكون سهلة على الإطلاق. فمثلا إذا نظرنا إلى تصريح برفين بولدان " مازلت الحكومة وافقت على البنود العشرة المعنية, في هذه الحالة هي مجبرة على التراجع عن حزمة قرارات الأمن الداخلي. علماً أن هذه الحزمة مخالفة لروح التصالح" نشعر بنوع من القلق.
لم تصرح الحكومة في أي وقت بأن حزمة قرارات الأمن الداخلي غير قابلة للنقاش. بالعكس فقد قال مراراً لأحزاب المعارضة "أحضروا اقتراحاتكم لنتناقش" واليوم أيضاً ليس هناك من مانع لإحضار حزب HDP لاقتراحات جديدة وطرحها أمام المجلس للنقاش ولطلب بعض التعديلات عليها. بل إن ذلك سيكون جيداً. ولكن من الواضح جداً أنه ليس من المنطقي أن يقولوا "ألغوا الحزمة تماماً" أو "لنفتح النقاش من جديد حول كل المواد التي تم إقرارها سابقاً".
صادفتنا بعد التصريح تعليقات سخيفة أيضاً مثل: قبول الحكومة لهذه المواد العشر يعني في نفس الوقت عدولها عن النظام الرئاسي. لأن تلك المواد يُفترض فيها الديموقراطية أما النظام الرئاسي فهو استبدادي...
تم كتابة متن المواد العشر بحيث تستطيعون أن تحمّلوه ما شئتم من المعاني وأن تؤولوه بالطريقة التي تشاؤون, وتستطيعون أن تدّعوا أن فيه تناقضات كثيرة وإذا ما أردتم إفساد العملية فإنكم تستطيعون في الوقت الذي تشاؤون أن تقولوا "أن الحكومة لم تنفذ شروط المصالحة لذلك فنحن أيضاً لن نلتزم بها".
ولذلك فالمهم هي النية. هي في وجود مصلحة من عدمها بالنسبة للقوات المسلحة المتواجدة في القنديل في مسألة الانسحاب من تركيا من عدمها.
والواضح من الأحداث التي عشناها في السنتين الأخيرتين أن نية الـ PKK في هذا الموضوع غير واضحة. ستقولون أنه لولا وجود النية لديهم لما قبلوا من الأساس الرسائل التي أرسلها أوجلان إليهم.
ولكن لسبب ما فإن PKK لا تتبع خطاً واضحاً. فالذي رأيناه على مدى السنتين الماضيتين أنهم لم يرفضوا صراحة الرسائل القادمة من أوجلان إلا أنهم لا ينفذونها حرفياً حتى أنهم يفعلون عكسها بين الوقت والآخر.
في الأيام القادمة سنكتشف مرة أخرى مسألة صدق كل من PKK-HDP من عدمها. والجانب الواضح هو أن حزب HDP مجبر أن يتخذ قراره فيما يخص الخط الذي سيتبعه في استراتيجيته الانتخابية. فإما أن يستمر في سياسته الحالية معارضة حزب العدالة والتنمية واتباع نهج هدام في المعارضة أو أنه سيترك العدائية التي ينتهجها تجاه الحزب الذي يقوم بالمشروع الأكبر في تاريخ الجمهورية و يلتزم بمسؤولياته كمعارضة واعية. أي أنه من خلال تصرفاته وانتقاداته البنّاءة سيساهم في انتهاج حزب العدالة والتنمية لنهج أكثر ديمقراطية. وبالطبع عليه أن يقنع الشعب بأنه يدعم بكل صدق عملية السلام ويسعى لإنجاحها...
إذا قام حزب HDP بذلك فإنه لن يستطيع الفوز بأصوات السياسيين الأكراد الذين يريدون أن يستخدموه لإسقاط حكومة حزب العدالة والتنمية. وسيدخل هؤلاء في بحث عن البدائل بعد خيبة الأمل تلك.
ولكن عليه أن يتأكد أن الأصوات التي سيخسرها في تلك الحالة لن تشكل شيئاً يذكر إذا ما قيست بالمكاسب.
ولن تكون مسألة تخطي حزب HDP للحد الأدنى في تلك الحالة مسألة كبيرة.
ليس هذا فقط بل إن حزب HDP إذا ما اختار أن ينأى بنفسه عن القوى الهدّامة سيصبح حزب المعارضة الرئيسي في تركيا , وسيكون أحد العناصر المساهمة في بناء تركيا الحديثة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس