سليمان سيفي أوغون - صحيفة يني شفق - ترجمة وتحرير ترك برس
بعد الاتفاق النووي الإيراني تسابقت الأقلام لتخط التوقعات المستقبلية والآثار الحالية لهذا الاتفاق، وكان الحال ذاته في تركيا عندما عمد الكتاب والمتخصصون إلى الإدلاء بآراءهم في هذا الاتفاق وتقديم ما يعتقدون أنه سينعكس على العلاقة التركية الإيرانية والمشهد التركي الإيراني، فكانت التصورات الأولى تفضي بالمعظم بأن هذا الاتفاق سيزيد الدخل القومي التركي بما يقارب 30 مليار وهو ما يعني فائدة اقتصادية عظيمة، لكن المشهد لا يقتصر على الجانب الاقتصادي بل يجب تقييمه من خلال المنظور السياسي الذي يأتي ضمن التدخلات الإيرانية في معظم دول الشرق الأوسط وتبنيها لطرف محوري في أطراف الصراع بالمنطقة.
تظهر في ثنايا هذا الاتفاق طبيعة العلاقة بين الشرق والغرب وصراع الحضارات المستمر منذ الأزل، ويظهر التأثر بالأصول العرقية القومية وبما يعتقده كل طرف في تفوقه العرقي والحضاري عبر العصور، ويأتي أيضا في إطار الصراع الحالي بين الأطراف المختلفة والمستقطبة إلى قطب الغرب والشرق.
في عام 1979 كانت الثورة الإسلامية الإيرانية والتي تأثرت بشكل أو بآخر بالحراك السياسي في تركيا، كما تأثرت أيضا بما يحدث في باكستان وأفغانستان. ثم انطلق المارد الإيراني بصبغة إسلامية ليرسم مكانه في العالم الجديد، لكنه سرعان ما اصطدم بالفيتو الصهيوأمريكي الذي تحركه إسرائيل خوفا من الدور الإيراني الجديد في تلك الأوقات. عانت إيران من الحصار الدولي بسب تلك المخاوف وكان لتركيا في تلك الفترة بعض الأخطاء السياسية التي من الممكن مناقشتها، ثم كان الربيع العربي الذي كشف اللثام عن الوحه الحقيق لإيران وعن مخططها الحقيقي في المنطقة.
أما الموقف في هذه اللحظات فيسير إلى تحول الثقل السني من مركزية الإخوان المسلمين الديمقراطية إلى أصولية تنظيم الدولة الإسلامية، وهو ما يعني أن قيادة المسلمين السنة في مرحلة تحول بين قيادة ثنائية السعودية - الإخوان إلى تنظيم الدولة الإسلامية، ويكون ذلك في حال: 1) نفذت الإعدامات بحق الإخوان المسلمين وهو ما يعني مسمار النعش الأخير للديمقراطية الإخوانية، وهي الحقيقة التي نرى آثارها في سيناء وغيرها من الساحات المصرية. 2) في حال زاد التوغل الشيعي في المنطقة فإن السعودية والثقل السعودي سيميل إلى تنظيم الدولة الإسلامية وهو ما يعني قيادة المركب السني بواسطة التنظيم، لكن الأرجح هو دخول السعودية في التحالف المعادي لتنظيم الدولة الإسلامية.
لا ترى تركيا أي دور قيادي سني بمعزل عن الثقل الإخواني وهو ما ترفضه القوى الغربية التي ترى في أهل السنة مؤيدين وداعمين لتنظيم الدولة الإسلامية، مما يدفعها لدعم المحور الشيعي على حساب بعض الأطراف السنية في المنطقة في حربها على تنظيم الدولة الإسلامية. في خضم الصراع الحالي يبرز ويسطع الدور الإيراني على حساب الدور التركي، وبسبب معادة التحالف الغربي لاردوغان سيسطع أيضا المحور الكردي في المنطقة تحت مرئا ورعاية الولايات المتحدة الأمريكية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مواضيع أخرى للكاتب
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس