ترك برس
أعلنت تركيا تأسيس الجامعة الإسلامية الدولية للعلوم والتكنولوجيا، ومقرّها مدينة إسطنبول، وتحديدًا في قلب ميدان السلطان أحمد، وذلك بموجب مرسوم رئاسي وقّعه الرئيس رجب طيب أردوغان، في خطوة لاقت تفاعلاً عربياً وإسلامياً واسعاً.
وبحسب القرار، سيتولى رئاسة الجامعة رئيس الشؤون الدينية التركي الأسبق الأستاذ الدكتور محمد غورماز، المعروف بأنشطته العلمية والفكرية الواسعة على مستوى العالمين العربي والإسلامي.
وفي معرض تعليقه على الأمر، نشر غورماز تدوينة عبر منصة "إكس"، باللغات التركية والعربية والإنكليزية، قال فيها إنه "منذ تأسيس جامعة تركيا الإسلامية العالمية للعلوم والتكنولوجيا ووقفها المُرافق قانوناً عام 2015، ظلّ المشروع أشبه ببذرة تنتظر لحظة النبات".
وأضاف: وها هي اليوم، في قلب العالم إسطنبول، وفي رحاب ميدان السلطان أحمد العريق، تبدأ أولى خطواتها العملية نحو التأسيس الفعلي والنمو المثمر. وأستفتح القول بحمد الله الذي أولانا هذه الأمانة ووجّه خطانا إلى خدمة العلم والحكمة، ثم أتوجه بالشكر لفخامة رئيس الجمهورية رجب طيب إردوغان على ثقته العزيزة بإسناد هذه المسؤولية الكبرى إلى العبد الفقير.
وأردف: نطمح إلى أن تقوم جامعتنا على أساس الذاكرة الإسلامية والحضارية العميقة التي تشكّل جوهر هوية إسطنبول، وأن تكون فضاءً علمياً يربط بين الإرث الحضاري الأصيل وبين آفاق الإنسان المتكاثرة في فهمه للمعنى والقيمة والمسؤولية.
وشدد على أن هذه المؤسسة "لن تكون جامعة تُعنى بالعلوم الشرعية فحسب، بل نسعى إلى بلورتها نموذجاً جامعاً لا تكون فيه العلوم جزراً منفصلة بل كلاً واحداً ، تلتقي فيه العلوم الشرعية بالعلوم الإنسانية والعلوم الطبيعية وعلوم التقانة والتكنولوجيا، ضمن رؤية حضارية واحدة متكاملة".
ومضى قائلا: كما نعتزم بناء هذه الجامعة مؤسسة بحثية راسخة، تتوجه نحو الدراسات العليا أساساً، دون نسيان نصيبها من المستوى الأساسي، بحيث تكون مؤهلة لعقد الشراكات العلمية الدولية على أعلى المستويات، وقادرة على إنتاج المعرفة المتقدّمة لمستقبل هذه الأمة العظيمة.
وشدد على أن الغاية الكبرة "هي أن نهيئ بيئة تجمع طلابنا وكبار الباحثين والأكاديميين من أطراف العالم حول لغة حضارية مشتركة، تجعل المعرفة علماً نافعاً، وقيمة باقية، وخيراً تتشاركه الإنسانية جمعاء. وإنّي في مقامي هذا لأشكر من اللحظة، كل من سيقف معنا في هذه النهضة العلمية المنشودة، من العلماء والأساتذة والأصدقاء، من تركيا والعالم الإسلامي ومن مختلف بقاع الجغرافيا الشقيقة والصديقة".
واختتم بالقول: نسأل الله الكريم المعطاء أن يجعل هذا المشروع فاتحة خير لأمتنا وبلادنا، وأن يبارك مسيرة العلم في هذه المدينة العظيمة اسطنبول، وأن يديم المؤسسة معطاءة موفقة خالصة.
ولاقى قرار تأسيس الجامعة صدى واسعًا وترحيبًا كبيرًا في العالمين العربي والإسلامي، باعتباره خطوة نوعية تعزز مكانة تركيا مركزًا علميًا وفكريًا دوليًا، وتسهم في ربط المعرفة الحديثة بالقيم الحضارية الإسلامية.
وفي هذا الإطار، قال رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور علي القرة داغي، إن هذه الخطوة "تفصح إدراكًا عميقًا لمسؤولية المرحلة، واستشعارًا حقيقيًا لحاجة الأمة إلى مؤسسات علمية راسخة".
وأضاف في تدوينة على "إكس" أن: قيام هذا الصرح العلمي يعد حدثًا معرفيًا بالغ الأهمية، يستحق التهنئة الصادقة للشعب التركي الكريم، وللمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، لما يحمله من أملٍ في إعادة الاعتبار للعلم الشرعي المنضبط، والفكر المسؤول، والدعوة القائمة على الفهم والوعي.
وأردف: الدكتور محمد غورماز، عرفته علمًا وخبرةً ورؤيةً، وأثق بجده ووعيه وإخلاصه أرجو أن تكون هذه الجامعة تجربة متميزة، قادرة – بإذن الله – على تقديم نموذجٍ جادّ يجمع بين التأصيل العلمي والانفتاح الواعي على قضايا العصر.
وأعرب عن دعمه الكامل "لكل جهدٍ معرفي يهدف إلى رفع مستوى الوعي بين المسلمين، وبناء علمٍ رباني يخدم الإنسان ويهدي الواقع ولا يخاصمه، أؤكد في الوقت ذاته على ضرورة العناية الفائقة بالجودة والنوعية، في زمنٍ تعاني فيه الأمة نقصًا شديدًا في العلماء والدعاة من الصفّ الأول، ممن يحملون العلم أمانة، ويؤدّونه رسالة".
واختتم بالقول: أسأل الله تعالى أن يوفّق هذه الجامعة في مسيرتها، وأن يجعلها منارة علمٍ وهداية، تسهم في صناعة الوعي، وبناء الإنسان، وخدمة الإسلام والمسلمين.
من جانبه، عبر الداعية عبد الكريم بكار عن تهانيه "للشعب التركي الكريم ولعموم المسلمين في الأرض بقيام هذا الصرح العلمي الكبير".
وأضاف في تدوينة: أنا واثق من خلال معرفتي بالدكتور كورماز أن هذه الجامعة ستكون مميزة للغاية بإذن الله تعالى ومعونته. آمل أن يتم الاهتمام بالجودة والنوعية حيث تعاني الأمة معاناة شديدة من نقص مريع في علماء ودعاة الدرجة الأولى. أسأل الله تعالى لهذه الجامعة الوليدة التوفيق والسداد.
أما محمد الصغير، رئيس الهيئة العالمية لأنصار النبي ومؤسس وقف الأنصار، فوصف القرار بأنه "فتح صفحة كبيرة في سجل إنجازات تركيا، وثقة مستحقة من الرئيس طيب أردوغان، لمعالي الأستاذ محمد غورماز".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!







