عبد الرحمن دليباك - صحيفة يني عقد – ترجمة وتحرير ترك برس
بعد تصريحات القيادة الامريكية وشجبها واستنكارها ثم تأييدها للعملية والحملة العسكرية التي تقودها الحكومة التركية على الإرهاب، ومن ثم مشاركتها وزيادة التنسيق والتواصل بين القوات العسكرية للبلدين، كان الخبر والحدث كصاعقة على حزب الشعوب الديمقراطية الذي لي يتوقع مثل هذه التطورات، فظن انه يملك زمام المبادرة ولول بشكل جزئي، فكان الحدث كالهزة التي ايقظته من سباته الطويل، لتعود القوات المسلحة والحكومة التركية من ورائها متصدرة الموقف وصاحبة الكعب العالي من جديد، واي كان الاحداث تعيد كتابه نفسها من جديد ولكن بحلة القوات العسكرية وبكلمة الحكومة التركية.
ففي حال استمرت الاعمال الإرهابية في البلاد او استمر الغرور الإرهابي ولم يسلم سلاحه، فان الحملة العسكرية ستزيد باطراد وتستمر في رفع وتيرتها حتى تقضي عليهم عن بكرة ابيهم، فالقوات العسكرية أبدت استعدادها لإدخال أسلحة نوعية جديدة حسب ما تقتضيه المرحلة والخطط الاستراتيجية والتكتيكية، فبدانا نرى أسلحة محلية الصنع وأخرى اجنبية ترعب وتقض مضاجع الإرهابيين، ومنها مثلا الصواريخ التي استخدمتها أمريكا لتدمير الترسانة العسكرية لصدام حسن رأيناها في الساعات القليلة الماضية وهي تدق انفاق الإرهابيين في جبل قندل، هذه الانفاق التي لم يكن احد يشك في قوتها وصلابتها نراها اليوم تنهار على ساكنيها لتردي الجنود والقادة صرعا الى مثواهم الأخير.
في ضربات الحملة العسكرية نلمس السرية عالية المستوى التي أدت الى حجب الكثير عن اعين واسماع القوات الامريكية التي ما زالت تملك خطا إزدواجيا مع المجموعات الإرهابية، وان امتلاكها لمعلومات قد يدفعها الى تقديم ما يمكن الى تلك المجموعات الإرهابية على تلك الجبال، لكن نظرات الذهول في اعين سياسي حزب الشعوب الديمقراطي، وتغير نبرة الحديث من نبرة عالية تصم بالتهديد الى نبرة تزاحمها انفاس الخوف والذهول.
ونرى الذهول والخوف أيضا وقد فضح اليسارين الذين صوتوا لحزب الشعوب الديمقراطية، وكذلك رأينه في اعين جماعات حديقة غازي، وكل الجماعات والمنابر النّاعقة على حزب العدالة والتنمية. اعينهم الغارقة في ظلمات الخوف والدهشة ضاعت تلتفت يمينا ويسارا تتكلم عن الحرية وحرية الدفاع عن النفس، وتتكلم عن أسرار الدولة وامنها، وغيرها من المواضيع والعناوين التافهة تداري بها أنفسهم المرتعشة، وتداري سوءاتهم المفضوحة.
يريدون الحدث عن الحريات واسرار الدولة وخفاياها وغيرها الكثير ليحرفوا عنق الحقيقة وليتلبسوها مغتصبين لعقول الشعب التركيا، فالحرية والدفاع عن الحرية هو حق محفوظ بالشعب وللشعب، وما القوات المسلحة التركية الا حامي الحما والمدافع عن هذه الحقوق بإرادة الشعب وللشعب، هي ثنائية الشعب والقوات المسلحة لا تنفك وتنقلب، والقوات المسلحة هي من ستحمي حقوق شعبها عندما يجهل الجاهلون ويتعدى الارهابين، فهو الحرب والحراب لدفع الإرهاب او القضاء عليه.
وستستمر هذه العمليات العسكرية حتى حفظ الامن وتسليم الإرهابيين لسلاحهم، فان تركيا امانة بيد هذه القوات، كما ان امن الضيف السوري المكلوم وامن جيراننا التركمان وغيرهم في الموصل وكركرك هو أيضا من امن تركيا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مواضيع أخرى للكاتب
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس