ولاء خضير - خاص ترك برس

تترقب تركيا موعد انتهاء تنفيذ أحد المشاريع القومية التركية العملاقة، مشروع الطريق السريع الواصل بين مدينة إسطنبول (جبزة- أورهان جازي - بورصا) وينتهي بمدينة إزمير، قاطعا معبر الخليج البحري الواقع في مدينة إزميت، وقد زُيّن المشروع في مرحلة التنفيذ الحالية، حيث امتلأ الجسر الواصل بالأضواء والزينة، إشهارا ببدء مرحلة جديدة في طريق بنائه.

وقد تم توصيل ما يقارب ثلاثمائة وثلاثين ألف مترا من القاطع الواصل بين الضفتين، ضفة جبزة إسطنبول، إلى أطراف مدينة يالوفا الضفة الثانية من البحر حديثا، كما تم تزيين هذه الروابط بالأضواء، حيث ظهرت تلك المنطقة بمظهر رائع يشبه منظر جسر البوسفور في إسطنبول، كما شُبّه ذلك المنظر بسوار من اللؤلؤ يزين خليج إزميت في تلك المنطقة.

ومن الجدير بالذكر أن هذا المشروع سيختصر الوقت اللازم لقطع الطريق الواقع بين مديتني إسطنبول وإزمير، بما يقارب ثلاثة ساعات ونصف، حيث من المعلوم أنّ المدّة الزّمنية التي تفصل بين إسطنبول وإزمير حاليًا تصل إلى 8 ساعات. كما ومن المتوقع أن يقوم هذا الجسر بتوفير ما يقارب 650 مليون دولار سنويا على دخل تركيا.

وتقدر تكاليف تنفيذ المشروع ما يقارب الأربعة ملايين دولار يوميًا بمشاركة القطاعين، القطاع العام والقطاع الخاص، مما سيمنحه بجدارة لقب أحد أغلى الطرق الرئيسية في العالم، وتتركز أهمية المشروع بالربط بين أكبر مديتنين في تركيا إسطنبول وإزمير، رغم الكثير من التحديات التقنية والجغرافية والتكلفة المالية الباهظة، ويتشارك أكثر من خمسة آلاف عامل ومسؤول، وأكثر من ألف مركبة إنشاءات بتجاوز أي عقبات، وإنجاح المشروع على أكمل وجه.

وبدأ العمل بوضع العمدان والكوابل الرئيسية لهذا الجسر منذ شهر شباط/ فبراير السابق لهذا العام، وفي شهر آذار/ مارس السابق، لكن الروابط والكوابل الواصلة بين الطرفين بسبب وقوع حادث، وتم إثر ذلك إغلاق الملاحة البحرية في تلك المنطقة، وتمت إزالة الكوابل المقطوعة وتجديدها من خلال مساعدة الخبراء اليابانيين، وأعيد إنشاء وربط تلك الكوابل بالاستعانة بالبواخر والحاملات البحرية العملاقة.

كما وأعلنت الحكومة التركية أن مسافة الطريق ستصبح 433 كيلومترًا، بالاستغناء عن الطريق السابقة التي كانت تكلف الكثير من الوقت، وأن هذا المشروع سيختصر المسافة الأطول، حيث كان المواطنون يسلكون طريقًا من اثنين، أحدهما تتجاوز 600 كيلومترًا، والآخر يُقارب 500 كيلومترًا، بالإستعانة بالبواخر التي تنقل العربات من ضفة جبزة إلى الضفة الأخرى، وبهذا المشروع سيتم الاستغناء عن نقل البواخر للعربات بوجود مثل هذا الجسر الواصل بين الضفتين.

ويعتبر أهم مقطع لهذه الطريق هو الجسر الواصل بين الضفتين، مع الإشارة إلى أن الأعمال بهذا المقطع تسير على قدم وساق ودون توقف، كما ويقسم الجسر لأكثر من 88 قطعة سيتم وصلها ولحمها سويا، ويتراوح وزن كل قطعة ما بين 170 إلى 350 طن.

وكما ذكر فإن هذا المشروع الضخم سيتم افتتاحه في شهر آذار/ مارس للعام المقبل 2016، كما أن أعمال الطريق في منطقة "جبزة – جملك" قد اكتملت بنسبة تجاوزت 85%، وأعمال طريق "جبزة – أورهانجازي – بورصا" قد تجاوزت 76%، ومنطقة "كال باشا – إزمير" قد تجاوزت 47%، حيث بلغ إجمالي الإنجاز في أعمال الطريق 46%.

وكما أن هذا الجسر سيكون الرابع من نوعه على مستوى العالم، حيث يقارب مجموع طوله مسافة 2682 مترا، وعند الانتهاء من هذا العمل الضخم سيكون الطريق بثلاث مداخل، وثلاث مخارج للعربات والشاحنات، وإذا أردنا المقارنة بين الطريق الحالي، نستطيع الالتفاف حول الخليج هناك بمدة ساعتين، وباستخدام البواخر الناقلة نحتاج من الزمن ما يقارب ساعة واحدة، أما بالمرور بهذا الجسر نحتاج إلى ست دقائق فقط.

ويعتبر هذا المشروع من أضخم المشاريع التركية الممولة من خلال القروض البنكية، حيث بلغ القرض المطلوب لهذا المشروع ما يقارب 5 مليار دولار، بتمويل من خلال بنوك أجنبية ومحلية تركية، حيث أصبح هذا المشروع أكبر مشروع يقترض في تاريخ تركيا في مجال مشاريع البنية التحتية، وكما ذكر سابقا بأن هذا المشروع سيقوم بتخفف العبء المروري في كل من بحري مرمرة، وإيجة، حيث تزداد الحركة والملاحة البحرية مع نمو تركيا الاقتصادي في العشر سنوات الأخيرة بشكل سريع.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!