ترك برس
كان "عمر فخر الدين باشا"، والذي لقبه القائد الإنكليزي توماس إدوارد لورانس بـ"النمر التركي" أو "نمر الصحراء"، من أشهر رجال الدولة في العهد العثماني بالمدينة المنورة خلال الأعوام ما بين 1916-1919.
وُلِد باشا في مدينة "روسجوك" العثمانية بعام 1868، وبسبب الحرب بين العثمانيين والروس المعروفة بـ"حرب 93" انتقل مع عائلته إلى إسطنبول، ودرس هناك في المدرسة الحربية وكان الأول فيها. وبعد تخرجه منها بدأ عمله برتبة نقيب وشارك في حرب البلقان.
وفي مطلع الحرب العالمية الأولى كان باشا قائد الفيلق في الجيش العثماني الرابع في الموصل، وفي عام 1915 عين وكيلا في الجيش العثماني الرابع كذلك.
وفي عام 1916 أرسله قائد الجيش العثماني الرابع جمال باشا إلى المدينة المنورة.
اشتُهِر القائد العثماني فخر الدين باشا هناك بدفاعه عن المدينة المنورة طوال سنتين و7 أشهر على الرغم من إمكانياته المحدودة أثناء العصيان العربي الذي قام به أمير مكة الشريف حسين بدعم من الإنكليز على الخلافة العثمانية إبان الحرب العالمية الأولى.
في أيام العصيان هاجر أهالي المدينة ممّن لا يريدون العصيان إلى المدن والبلدان الإسلامية الأخرى، وكان قطار سكة حديد الحجاز مهما جدا في انتقال المدنيين إلى المدن الآمنة، وهكذا خلت المدينة من السكان تماما ولم يبق فيها إلا الجُند.
وعلى الرغم من الأوامر من إسطنبول والضغط من الإنكليز حول تسليم المدينة المنورة وتركها رفض باشا الطلب ولم يتركها واستمر في المقاومة. ولكن بعد فترة اضطر باشا لبتسليم المدينة، وفي النتيجة هُزِم العثمانيون وانقسمت المملكة العربية السعودية بين البريطانيين والفرنسيين.
اعتُقِل فخر الدين باشا كأسير حرب من قبل الإنكليز، وأُرسِل إلى مالطا لمدة ثلاث سنوات، وبفضل الجهود من حكومة أنقرة نجا من مالطا في عام 1921.
وتم تعيينه لاحقًا في سفارة كابول من قبل البرلمان التركي، حيث لعب دورا هاما في تطوير العلاقات بين تركيا وأفغانستان. وتوفي في عام 1948 ودُفِن في مقبرة "اشييان" في منطقة "حصار روم الي" بإسطنبول.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!