فهمي كورو – جريدة خبر ترك - ترجمة وتحرير ترك برس
ليس من السهل أن ندفن أحاسيسنا داخلنا أو نخلط آلامنا بالعسل، لقد أصبحنا مثل بركان على وشك الانفجار لكنّنا لا نعرف كيف نصوغ ردة أفعالنا...
"اللعنة عليهم"؛ ليكُن ذلك، ولكن من هم الذين يستحقون اللعنة؟ لو مررنا كل "المشتبه بهم المعتادين" في خيالنا لوجدنا صعوبة في تصديق أن هؤلاء قُساة القلوب والجبناء الذين أعمى الجشع والغضب بصيرتهم هم المسؤولون عما حدث.
هل من المُمكن أن يكون من عمل الجيش المنحرف الذي يظن نفسه ممثلًا لاسم الله "القهار" الذي نؤمن به جميعا. أم أن المسؤول عن سفك الدم في أنقرة هم أولئك الذين شاركونا في القدر وأجبرونا على الهم والكدر، هؤلاء الذين رغم علمنا مسؤوليتهم عن إزهاق روح أكثر من 30 ألفًا من مواطنينا، أولئك الذين رضينا أن نصفر حساباتنا معهم لكي لا نرى دموع أمهات ثكلى أو زوجات بلا أزواج أو أطفال أيتام؟
أم أن ما حصل هو من آثارالنظام الدموي الذي خلال عدة أعوام استهدف حياة أكثر من 400 ألف من مواطنيه، وحكم على أكثر من 4 ملاين بالمعيشة الضنكا والبعد عن وطنهم، ودمر أكثر من نصف دولته بالصواريخ والقنابل ذلك النظام الذي لم يوقفه موت 20 ألف في مجزرة حماة بداية والذي يحاول الآن أن ينقل حربه الداخلية وبجشع يعمى بصيرته إلى خارج حدوده؟
أم هي روسيا؟ الدولة الجارة الضليعة في "المناورات الجوية"، الدولة ذات الرئيس الاستخباراتي الداهية الذي كسب من معرفته في الشيشان ومن صداقاته في القوقاز القدرة على أن يحارب خصمه من خلال الناشطين "المتصبغين" في تلك البلد.
أم أن ما حدث هو بفعل حلفاء تركيا من الغرب الذين وإن قالوا "لقد تُبنا" ما زالوا مستمرين وبنفس القوة في الأداء للإبقاء على المنطقة داخل "ميزان الرعب" أو في "دائرة العنف" خصوصا أن تركيا تشجع على جلد ذاتها ومستعدة بشكل أو بآخرلامتحان صعوبات مختلفة وتملك الاستخبارات والموارد والأدوات الكافية للتلاعب بساحتها الداخلية.
ولا أنسى في منطقتنا دول - وهي كثيرة في جوارنا - اعتبرناها حتى وقت قريب "صديقة" تمطرنا من وقت لآخر بالابتسامات، لكنه أصبح من الواضح أنها تنظر إلى الدنيا من زاوية "نحن" و"هم"... أيمكن أن يكون المسؤلون نشطاء غسلت أدمغتهم أو اشترتهم إحدى هذه الدول؟!
أيها ؟ أهو هذا أم ذاك؟ صحيح أن في داخل تركيا أحزاب غير حزب العمال الكردستاني اختارت العنف كوسيلة بديلة للسياسة. هذه الأحزاب تمثل الخلايا النائمة التي ستنشط في الوقت المناسب ليقوم عناصرها بالاعمال الدموية مسببين الموت أو الجراح للكثير من الاشخاص بقنابلهم.
هم موجودون، أُناس تعلمنا معهم في زمان ما في ذات المدارس وفي ذات الأحياء سكننا وتقاسمنا ذات المحيط؛ أيمكن أن يقوموا بأعمال متعطشة للدماء بهذا الشكل؟ أيمكن أن يقوم بهذا عناصر تلك التنظيمات؟
في النهاية - وأرجو أن لا يقلل تحفظي عليه إلى النهاية من أهميته - أيمكن أن يكون المسؤول هو ذلك التنظيم الذي كان يقوم وبحجة المحافظة على اتزان الدولة بأعمال سرية، التنظيم ذائع الصيت بالاغتيالات السياسية والمجازر، أيمكن أن تكون "الدولة العميقة" قد عادت وكردة فعل للنشاط من جديد!
صدقوني، أنني أسال نفسي هذه الأسئلة، لكن عندما أشير بلا تردد لأحدهم بأصبع الاتهام تتوالى الاحتمالات أمامي كسلسلة يجر بعضها بعضا، وعلى العكس إذا ركزت فوق أي منها لا يمكنني أن أرى أن أحدها يمكن أن يخطط أو ينفذ مثل هذه الأعمال أيمكن أن تكون اتحدت جميعها أو بعضها؟
لا أظن أننا نملك بين جنبينا كل هذا العداء الشديد، في دول أُخرى وعلى الرغم من الجانب المظلم لها إلا أن مرتكب مثل هذه الأعمال قد كُشف في إسبانيا وإنكلترا مثلا.
نحن كذلك يجب أن نجد الفاعل أو الفاعلين وعلى وجه من السرعة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مواضيع أخرى للكاتب
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس