بكر هازار - صحيفة تقويم - ترجمة وتحرير ترك برس
يقول البروفسور في جامعة هارفرد ستيفن والت إن على أمريكا وضع استراتيجيات سياساتها الخارجية بعد حساب التقييمات، وإنه لا مكان للعواطف والإنسانية في هذه الحسابات، كما يجب عليها اتباع مصالحها وأجنداتها كأولوية قصوى. ويعتبر هذا الأكاديمي المستشار الأول لأوباما!
يعد ستيفن والت في هذه الأيام بمثابة جورج كينان الذي عاش في أربعينيات القرن الماضي، فهو صاحب مناصب مختلفة وجوائز متعددة، والمحرك الحقيقي لسياسات أوباما في الشرق الأوسط من خلف الستار، وكان قد كتب في مقال له أن تركيا ستصبح الدولة الإقليمية الأقوى بعد الناتو، وهي ستكون السبب في شل الناتو في حال حدوث سوء فهم.
ويضيف أيضا بأن روسيا لن تصبح قوة عظمى من جديد؛ بسبب ارتفاع معدل أعمار الشعب بما يعرف بالشيخوخة، وهي أيضا تعتمد في اقتصادها على مصادر الطاقة، ويتوقع أن تكون الصين الدولة المهددة للولايات المتحدة الأمريكية بعد نجاحها في أن تصبح دولة عظمى، وهي من ستطرد أمريكا من اسيا. كما ويتوقع عالم متعدد الأقطاب بين 6-7 بينهم أمريكا والصين عظمتين وتركيا في الشرق الأوسط والهند في جنوب آسيا والبرازيل في أمريكا اللاتينية. والسؤال هنا: لماذا لن تستطيع أمريكا والصين بسط حكمهم وسيطرتهم في كل مكان؟ ولماذا تركيا بالذات التي ستبزغ شمسها في الشرق الأوسط؟ والجواب على هذا السؤال حسب ما أوضح والت هو أن أمريكا وبسبب علاقاتها المتميزة والخاصة مع إسرائيل ستستمر في نفاقها الذي ستنكشف عوراته أمام ملايين الناس، فتأخذ من بعدها تركيا المبادرة لتحقق السلام والأمن في الشراق الأوسط، وتصبح من بعدها الدولة رقم واحد في الإقليم.
وبين كل هذه التعقيدات نرى المختوم على أبصارهم ولا يتفكرون ويعقلون بشكل صحيح بسبب غضبهم وسخطهم على أمريكا من الأكاديميين والكتاب والنخب الذين يستمرون في سؤال "ما الذي يحدث؟" و"إلى اين نذهب؟". لقد أقفلوا على عقولهم فلم يروا الحقيقة الدامغة التي تقول إن مشكلة وتهديد أمريكا هو الصين وليست روسيا التي تتلقى يوميا الضربات الاقتصادية بانخفاض سعر البترول وغيره من العقوبات. فأمريكا ومنذ أيام كلنتون قررت بأن خصمها اللدود هو الصين وليست روسيا، فرُسم الخط واضحا من بولونيا وحتى الصين بما عُرف بمشروع "فرخ النسر".
ستوقف هذه الحدود السياسية أطماع الصين الإمبراطورية، ويتواجد في وسط هذه الحدود أنقرة التي ستسود الشرق الأوسط، فلا مكان لداعش وماعش فهم كلهم شرذمة غوغائيون، ولن أستغرب أيضا إن سمعت أن اتفاقًا بين أمريكا وداعش قد تم إبرامه، فرجل أوباما الخفي لا يرى غضاضة في ذلك، فلا مكانا للعاطفة في السياسية وإنما هي المصالح والأجندات. وبهذا فإن رجل الشرق الأوسط لن يكون إلا أنقرة.
نعم هذا ما يراه العالم في أقصى الأرض، بينما نرى أصنافا من البشر هنا تتنطع وتتمسح بروسيا وبوتين وألمانيا وإنجلترا... ثم يجعلون أنقرة والرئيس أردوغان هدفا لهم يصوبون عليه سهامهم!
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس