سامي كوهين - صحيفة ملييت - ترجمة وتحرير ترك برس
ما زال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعيد ويزيد بأن عداءه مع الحكومة وليس مع الشعب، فهل من الممكن أن يكون عدوا للحكومة وصديقا للشعب مهما كانت كلماته هذه صادقة؟ فبعد حادثة إسقاط الطائرة رأينا كيف تصرفت السياسة الروسية، فهي حاولت وبكل السبل والطرق حشر تركيا بالزاوية، كما استغلت الأزمة من أجل عرض عضلاتها في الشرق الأوسط.
أدت سياسات بوتين التعسفية إلى شق اللحمة الاقتصادية التي تشكلت بين تركيا وروسيا، ومن أمثلة ذلك عرقلته سفر السياح الروس إلى تركيا، ومنع البضائع التركية في روسيا، وتعليق طرق التجارة من تركيا، وإخراج رجال الأعمال الأتراك من أطرهم، وإخراج الطلاب الأتراك من البلاد، وتعطيل البرامج التعليمية المشتركة بين البلدين.
هل من الممكن استمرار الصداقة بين البلدين في مثل هذه الظروف؟ فأنتم تؤذون وتحرقون الشعب بإجراءاتكم التعسفية ثم تمنون النفس بصداقة هذا الشعب وإبقاء العداوة عند حد الحكومة؟ في المقابل كانت ردة فعل الإعلام الروسي بنشر أنفاس البغض والكراهية تجاه الأتراك، الأمر الذي سيبني فوبيا ضد الأتراك، ومن أمثلة التأثيرات المترتبة على ذلك أن يقوم الطلاب الروس بضرب وتعنيف الطلاب ذو الأصول التركية من أب أو أم.
سعت تركيا جاهدة إلى الصلح بعد أزمة الطائرة على كل الأطر من السياسة وحتى التعليم لكي تعود العلاقات إلى سابق عهدها، لكن في المقابل كانت تحركات موسكو تأخذ المنحنى الآخر تماما، فهي لم تبدي أي استجابة لتلك الطلبات الداعية إلى الصلح.
إلى الآن ما زال الشعب التركي يحمل كل مشاعر الود والمحبة لروسيا والشعب الروسي، لكن هل ستستمر هذه المشاعر الصادقة في حال بقيت روسيا على ضلالها وتصرفاتها الهوجاء في المنطقة؟ ولا ننسى بأن الصداقة بين الأتراك والروس هي جديدة العهد، فالعداوة بينهما أصيلة ومتجذرة في التاريخ، ولهذا فإن هذه الصداقة تعد مكسبًا عظيم من مكاسب التاريخ المعاصر، لكن ومع الأسف بات هذا المكسب يتأرجح في مهب للريح.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس