حسين غولارجا - صحيفة ستار - ترجمة وتحرير ترك برس
يمكننا الآن أن نرى هذه الفترة بوضوح أكثر، التي بدأت في 17 كانون الأول/ ديسمبر 2013 والتي مضى عليها إلى الآن سنتان تقريبا، نستطيع أن نقيم هذه الفترة بثلاث تقييمات:
أولها فتح الله غولن بادعاءاته بفساد حكومة أردوغان والتحضيرات للانقلاب على حكومته منذ سنين، لكن بعد أسبوع أي في 25 ديسمبر وضعه أردوغان هدفا نصب أعينه.
لقد تم تغطية الواقع بغطاء الفساد والرشوة والهدف من ذلك كان الانقلاب على الحكومة، لأن غولن وتابعيه بالأخص إعلامه لم يروا الفساد والرشاوى خلال الأيام الماضية.
حصل الكثير من الفساد قبل استلام حزب العدالة والتنمية حتى أن أصحاب قنوات الإعلام أفرغوا بنوك الدولة بقروضهم وأثناء ذلك كان فتح الله غولن وإعلامه ساكنين لم يفعلوا أي شيء ولم يكتبوا أي شيء أيضا.
بعد ذهاب غولن إلى أمريكا واستقراره فيها استلم حزب العدالة والتنمية الحكم.
وفي 17 و25 من ديسمبر وبسبب أحداث الفساد والرشوة أقر غولن بإهانة أردوغان للدولة التركية بمباحثات أوسلو.
كانت أحداث 17/15 ديسمبر بمثابة لعبة قذرة ضد السياسة، ضد إرادة الشعب، وضد مستقبل تركيا.
كانت عملية دولية وكانوا يستخدمون جماعة غولن لتنفيذها عن طريق إنشاء كيان موازي للدولة منذ 25-30 سنة بشكل مخفي، وكانت هذه الأجندات نائمة وفجأة اشتغلت هذه الخلايا واستهدفت حزب العدالة والتنمية دون توقعه ذلك.
رأينا اتفاق إعلام غولن في الداخل والخارج ضد حكومة حزب العدالة والتنمية وضد أردوغان حتى حزب الشعب الجمهوري شارك في تلك العملية بتضخيمه لحادثة فضيحة جهاز المخابرات وحادثة ميدان التقسيم وإظهار أردوغان بمظهر السيء قبل انتخابات 30 آذار/ مارس و أخذ بلديات إسطنبول وأنقرة من أيدي حزب أردوغان وتقليص أصوات الحزب إلى 30 بالمية من الأصوات، وإعاقة صعود أردوغان لأن يكون مرشح لرئاسة الجمهورية في 10 آب/ أغسطس 2014 وإعادة تركيا إلى سياستها القديمة.
تقيمي الثاني
في أحداث 17/25 مع الأسف ترك أردوغان وحيدا، وحتى لم يدعم من أقرب الناس له ومن وثق بهم.
لكن بالرغم من ذلك فإن أردوغان قرأ نية وتحضيرات غولن قراءة صحيحة وبقيادته الحكيمة أزال خطة هذا الانقلاب.
اليوم تتقدم تركيا نحو الاستقرار فبعد انتخابات السابع من حزيران المخيبة للآمال قاد أردوغان البلاد إلى النصر في انتخابات الأول من نوفمبر.
تقيمي الثالث
انهزم الكيان الموازي للدولة الذي حاول الانقلاب على حزب العدالة وأردوغان.
لم يبقى لغولن وأتباعه أي اعتبار حتى أن أحد أتباعه قال بعد فراره إلى الخارج "نحن ليس لدينا أي علاقة بهذه الأعمال".
بعد هذه الأحداث فتحت مذكرات التحقيق والاتهام بحق حركة الخدمة وليرى العالم هذه الجماعة البريئة الإنسانية ماذا فعلت.
رغم أنني بقيت أكثر من 30 سنة في هذه الحركة و15 سنة منهم رئيس هيئة وقف الكتاب والصحفيين و5 سنوات منهم كمدير عام ورئيس تحرير لجريدة الزمان إلا أنني أصغيت لصوت ضميري واتخذت موقفا حاسما في 7 شباط 2012 وبعد 25 ديسمبر اتخذت موقفي وحددت صفي ضد هذا الكيان.
لكن خطئي الوحيد أنه بعد انفصالي عنهم في 25 ديسمبر إلا أنني لم انفصل عنهم بشكل رسمي ، ربما لأنهم أثروا بي تأثيرا كبيرا، هذه كل أخطائي.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس