ترك برس
الشاعر التركي الشهير ناظم حكمت هو أحد الثوار المدافعين عن مذهب الرومانسية، وُلد في عام 1902 بمدينة سالونيك.
يُعد واحدًا من الأسماء البارزين في الشعر التركي المعاصر، حيث يعتبر من أشهر الشعراء في القرن العاشر، كما يُعرف ككاتب مسرحي وروائي. وقد ترجمت أشعاره إلى أكثر من خمسين لغة، وحصلت أعماله على الكثير من الجوائز.
اضطُر ناظم حكمت باستخدام أسماء مستعارة في السنوات التي كان يمنع دخولها إلى تركيا، مثل؛ "أحمد أوغوز" و"ممتاز عثمان" و"أرجومنت أر" و"أورخان سليم".
نشر حكمت كتابه "الكلاب تعوي والقافلة تسير" باسمه المستعارة أورخان سليم.
وشارك في الحركة التجديدية التي قام بها مصطفى كمال أتاتورك في تركيا، لكنه بعد ذلك عارض النظام الذي أنشأه أتاتورك، وكما هو بسبب أفكاره السياسية اعتُقِل وسُجِن عدة مرات. وقد حُكِم عليه في أحد عشر قضية مختلفة.
ومكث ناظم حكمت في معتقلات إسطنبول وأنقرة وبورصة لمدة أكثر من اثني عشر عاما. وتم نفيه من تركيا بعام 1951.
حياة ناظم حكمت
والد ناظم حكمت، "حكمت بك" كان موظفا في قنصلية هامبورغ، ووالدته عائشة جليلة هانم كانت تجيد اللغة الفرنسية، كما تقوم بالرسم وعزف البيانو. وكانت هي ابنة السيد حسن أنور والذي كان يعمل تربويا لغويا.
بدأ حكمت بدراسته التعليمية في "مكتب سلطاني"، وتعني اليوم "مكتبة غلطة سراي" والتي تقع بمنطقة غلطة سراي بإسطنبول، بعام 1913. وفي نفس العام كتب أول شعره تحت عنوان "صرخة الوطن".
وعندما قرأ شعره "البطولة" الذي تحدث فيه عن بطولة البحَّارة وشجاعتهم، أمام ناظر البحرية جمال باشا قرر عائلته بإرساله إلى مكتبة البحرية. وبعام 1915 سجله والده في مدرسة البحرية في جزيرة "هيبة لي آدا"، وتخرج منها بعام 1918 وأصبح ناظم حكمت الثامن من بين 26 طالبا، ويتضح من خلال تقديراته الدراسي أنه كان طالبًا ذكيًا ومجتهدًا، وتخرج بتقدير معتدل.
وبعد أن تخرج من مدرسة البحرية تم تعيينه كضابط تحت التدريب على متن سفينة الحامدية، وكانت هذه السفينة تابعة لمدرسة البحرية.
وسافر ناظم حكمت مع صديقه "أحمد فالا نور الدين" إلى الأناضول بدون إخبار عائلته ومن أجل المشاركة في النضال الوطني بعام 1920، وعمل مدرسًا في مدينة بولو القربية من إسطنبول.
وفي عام 1921 ذهب ناظم حكمت إلى العاصمة الروسية موسكو، ودرس هناك علم الاقتصاد والعلوم السياسية في الجامعة الشيوعية لكادحي الشرق. وفي بداية الثورة في موسكو تعرف على مبادئ الشيوعية.
نشر أول كتاب شعر له في موسكو في عام 1924. وفي نفس العام عاد ناظم حكمت إلى تركيا وعمل في مجلة "التنوير"، لكنه سُجِن بسبب قصائده الشعرية والمقالات التي كتبها في المجلة لمدة خمسة عشر عاما. ومن ثم اضطر الذهاب إلى الاتحاد السوفيتي. و لكنه عاد إلى تركيا مجددا بعام 1928، واستفاد من قانون العفو وبدأ العمل في جريدة "القمر الساطع" ولكن بعد ذلك عوقب بالسجن لثمانية وعشرين عاما بعام 1938.
وبعد أن أنهى 12 عاما من اعتقاله، ولخوفه من التعرض للقتل في تركيا، ذهب ناظم حكمت إلى الاتحاد السوفيتي في عام 1950، وكان يرأسه ستالين في تلك الفترة.
وفي عام 1951، سُحبت الجنسية منه بقرار صادر من مجلس الوزراء.
توفي ناظم حكمت لتعرضه لأزمة القلبية عام 1963 في موسكو.
وأعيدت له الجنسية بقرار صادر عن مجلس الوزراء التركي في تاريخ 5 كانون الثاني/ يناير 2009، ليصبح ناظم حكمت أعظم شعراء تركيا، مواطنا تركيا بعد ثمانية وخمسين عاما من وفاته.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!