بكر هزار – صحيفة تقويم – ترجمة وتحرير ترك برس

كان يوم البارحة أحد الأيام القليلة شديدة السواد التي تمر بهذه البلاد عندما انفجرت تلك العبوات في ساحة المسجد الأزرق، فاستغلها المتسلقون على جراحات هذه الأمة ليهاجموا الحكومة من جديد متناسين تلك الدماء والآهات ليخدموا بأيدولوجياتهم الضالة الهجمات الإرهابية، فاذا سألنا هنا: من هي الدولة الأكثر تضررا بهذه الهجمات؟ نجد أن الجواب: بالتأكيد هي تركيا.

لقد كان المنفذ عضوا في الجماعة الإرهابية داعش. وهنا أسأل: لماذا لا نكلف أنفسا عبء التساؤل عن حقيقة هؤلاء الإرهابيين الذين لا تتعدا حقيقتهم عن كونهم أدوات في أيادي الاستخبارات؟ فلو تركنا الكسل قليلا وتأملنا لعلمنا من خلف هذه الهجمات إن بحثنا عن الدول الأكثر استفادة، ولو وضعنا النقاط على الحروف في سياق ما قاله عضو المخابرات السوفيتي السابق كاربيشتوف "لقد اخترقت روسيا تنظيم داعش عبر المقاتلين الشيشانيين، والآن هي تتحكم وتلعب بداعش كما تريد"؛ لوجدنا من هم المستفيدون حقا. في نفس السياق نرى أيضا كلمات بوتين التي كان يشكو فيها الدول الأوروبية ويخص ألمانيا في تقرير إخباري لقناة ألمانية. بعد هاتين النقطتين ألا تكون موسكو أكبر الفرحين والمستفيدين من قتل 9 ألمان في تركيا؟ ألا يُعد هذا إصابة لعصفورين بحجر؟

لماذا اختار داعش السياح الألمان على وجه الخصوص؟ لماذا اختار تنظيم داعش ضرب المواطنين الألمان الذين يرفضون تدخل بلادهم في حرب التنظيم؟ ونسأل السؤال بشكل آخر فيكون: أليست المانيا من أكبر المستفيدين عندما يتم قتل 9 من مواطنيها في بلد آخر؟

بهذه الهجمات يعود كابوس اللاجئين السوريين إلى الواجهة من جديد، ففي السابق كانوا يتهمون اللاجئين ظنا بأن فيهم إرهابيين، ألا تتحقق اتهاماتهم ومخاوفهم بهذا الهجوم؟ كما اتهموا السوريين بالرذيلة حينما كان يصرخ 2200 شخص في احتفالات رأس السنة وهم يركضون ويقولون "لقد اغتصبنا السوريون في الميادين"، ثم تبين بطلان تلك الأكاذيب عندما فحصوا كاميرات الشوارع، لكنهم لم ينشروا براءتهم بعد ثبوتها كما طاروا من قبل باتهاماتهم الباطلة. وحتى البارحة كتبت صحيفة بلجيكية عن المغتصبين في عنوان عريض "المغتصبون يدافعون عن أوروبا!".

بعد تفجيرات الأمس خرجت الحكومة الألمانية لتعلن عن نيتها إرسال اللاجئين إلى أستراليا، ومن ثم ستقوم أستراليا بإرسالهم إلى اليونان التي ستقوم بدورها بإعادتهم إلى الشواطئ التركية عبر تلك القوارب البالية. وتأتي بالونات الاغتصاب في ميدان كوهين وبالون التفجير الذي يحمل البصمة الداعشية من أجل الحفاظ على أموالهم التي أعلنوا قبل أسبوع أنهم لم يستطيعوا جمعها (الأموال عبارة عن 3 مليار تُقدم إلى تركيا مقابل منعها تهريب اللاجئين إلى أوروبا). أليست روسيا وألمانيا هم أكبر المستفيدين من التفجيرات الداعشية؟

قد يسأل بعضكم مستغربا: هل يصل الأمر بالمخابرات الألمانية لتقتل مواطنيها من أجل مكاسب سياسية؟ فأرد عليه وأقول ما قاله عضو المخابرات السوفيتي السابق كاربيشوف "إن الذي فجر الطائرة الروسية في مصر هم المخابرات الروسية من أجل أجنداتهم في الشرق الأوسط"، روسيا قتلت 224، فلماذا لا تقتل ألمانيا 9؟

في حديث الرئيس الروسي بوتين مع الصحيفة الألمانية قال "إن العلاقات بين الدول لا تشبه العلاقات بين البشر، إذ أن العلاقات بين الدول مبنية على المصلحة والمنفعة ولا يوجد فيها صديق وعدو وإنما فقط مصالح، لست بصديق ولا بعريس أو عروس لأحد". كلمات بوتين كانت صحيحة، فإذا كان هو ليس عريسنا، فهل ميركل عروستنا؟

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس