ترك برس
رأى خبراء ومحللون، أن روسيا لا تُشكّل عائقًا أمام تسريع تركيا وأذربيجان، العمل بمشروع "تاناب" (خط أنابيب نقل الغاز الأذري إلى أوروبا عبر تركيا)، لإنجازه قبل موعده المحدد في عام 2018.
وقال تقرير أعدته الكاتبة التركية "غونجا شيناي"، في صحيفة "الجزير ترك"، بعنوان "هل يمكن تسريع العمل بمشروع تاناب"، إن تركيا تسعى إلى افتتاح المشروع في عام 2018، وامداد الغاز الطبيعي من خلاله في الأشهر الاولى من العام نفسه، أو حتى قبل ذلك.
وأضاف التقرير، أن "تركيا ستعمل على تسريع أعمال إنشاء قسم المشروع الخاص بها، وستقدم كافة الخطوات التي من شأنها تسريع امداد الغاز الطبيعي عبره، إلا أن الأهم من ذلك، هو تسريع أذربيجان الدولة المصدرة للغاز الطبيعي، أعمالها في إطار ذلك".
وأشار أن "للمسألة بعدان بالنسبة لأذربيجان، الأول، علاقاتها الاقتصادية وروابط الصداقة مع تركيا، والثاني، علاقاتها الاقتصاية والاستراتيجية مع روسيا، فهل تؤثر تؤثر خطوات أذربيجان الرامية إلى تشريع المشروع، على علاقاتها مع روسيا، خاصة أنها اتبعت سياسة متوازنة في الأزمة التركية الروسية (التي اندلعت على خلفية إسقاط المقاتلة سوخوي 24 نهاية تشرين الثاني/نوفمبر الماضي)".
الخبير التركي "فاتح أوزباي"، عضو معهد هازار الاستراتيجي وعضو الكادر التعليمي في جامعة إسطنبول التقنية، قال في تصريحات للجزيرة ترك، إن الخطوات الاولية التي اتخذتها روسيا على خلفية تأزم علاقاتها مع تركيا، كانت الضغط على الجمهوريات التركية في آسيا الوسطى، مشيرًا أن أذربيجان كانت الدولة الأكثر ثباتًا في الموقف في هذا الشأن.
وأوضح أوزباي في حديثه، أن "أذربيجان تتبع سياسة متوازنة تجاه الأزمة بين تركيا وروسيا، لتجنب إغضاب روسيا والحفاظ على علاقات الأخوة والعلاقات الاقتصادية مع تركيا، وتاناب مشروع وضع حجر أساسه قبل الأزمة التي ساهمت بكسبه زخمًا لإنهائه بأسرع وقت، إلا أنها أدت إلى تجميد مشروع السيل التركي، وهذا الأمر يعزز موقف أذربيجان".
ونوّه الخبير التركية إلى أهمية أن تأخذ تركيا علاقات روسيا مع أذربيجان والجمهوريات التركية الأخرى، بعين الاعتبار، مضيفًا أن "روسيا تدرك جيدًا النقاط الحساسة والمشاكل المتجمدة في تلك الدول، وهي اليوم أكبر قوة عسكرية في بحر قزوين، وقادرة على إطلاق صواريخ موجهة منه، وكذلك المسألة متعلقة بالتوتر بين أذربيجان وأرمينيا، حيث أن الجنود الروس هم الذين يحمون الحدود الأرمينية، وفي حال اندلاع اشتباكات، فإن أذربيجان ستجدهم أمامها".
من ناحيته، توقّع مدير الشؤون السياسية والاستراتيجية في معهد هازار "إفغان نيفتييف"، أن لا تكون هناك مشاكل في مسألة تسريع العمل بمشروع تاناب، معزيًا ذلك إلى قيام كل من أذربيجان وتركيا بإستثمارات اقتصادية ضخمة لمثل هذه المشاريع، مبينًا أن "المشكلة التي قد تواجه تركيا في إنهاء المشروع قبل موعده، ستكون تقنية وليست سياسية"، لافتًا أن أذربيجان هي الشريك الاستراتيجي الأهم بالنسبة لتركيا.
وذهب نيفتييف إلى أن "مشروع تاناب، هام جدًا من ناحية أمن عرض تركيا في الغاز الطبيعي، نظرًا لكونه سيساهم في نقل ستة مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي إليها، وهناك ستة مليارات أخرى تظاتي من خط انابيب باكو - تبليسي - أرضروم، تركيا تحرك بشكل صحيح في هذه المسألة".
أمّا الخبيرة الأذربيجانية في شؤون الطاقة بمركز البحوث الاستراتيجية في الرئاسة الأذربيجانية، "غُلميرا رضاييفا"، رأت أن الإنتاج الحالي لأذربيجان من الغاز الطبيعي لا يزعج روسيا، إلا أن زيادة حكم الانتاج قد يزعجها بشكل كبير، وتوقعت أن ينتهي مشروع تاناب في الأشهر الاولى من عام 2018، وهو ما اتفقت تركيا وأذربيجان عليه.
وقالت رضاييفا إن "مشروع تاناب لا يؤثر على العلاقات بين روسيا وأذربيجان، وهو مشروع مخطط له من قبل، ولم تعترض عليه روسيا، وتقليل تركيا من نسبة ارتباطها بالغاز الروسي، يعد من أكبر حقوقها، لأنه قد يشكل أزمة بالنسبة لها من الناحية السياسية وناحية أمن الغاز".
ويهدف مشروع " تاناب" لنقل الغاز الآذري إلى أوروبا، إلى نقل حوالي 16 مليار متر مكعب من الغاز الأذري (10 مليار متر مكعب إلى أوروبا، و6 مليار متر مكعب إلى تركيا)، ومن المقرر الانتهاء من تنفيذ المشروع عام 2018.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!