فاتح جكرجي - صحيفة حرييت - ترجمة وتحرير ترك برس
أولا أبدأ بكلمة حلب... إنها حلب.
في آخر مبارة لفريق فنربهشه كنا برفقة رئيسه عزيز يلديرم متجهين إلى ستاد غازي عنتاب وكان الشباب من حلب منتشرين على طول الطريق يصفقون لباصنا، هل يسعنا أن ننسى ذلك؟
فمنهم من رفع صورة اللاعب سميح ومنهم من حضن تونجاي ومنهم من سلم على فولكان، هل يسعنا نسيان ذلك؟
إنها حلب جارة وأخت عازي عنتاب، حلب التي عانت من كل أنواع الدمار.
لماذا بدأت بحلب؟
الحكاية طويلة لا تكفي لها السطور ولا تسعها القلوب لكني أقول:
كنت منذ أيام في أوروبا فرأيتها ترتجف خوفا من اللاجئين السوريين الهاربين، ترتجف خوفا من تنظيم داعش، وشوارعها كانت مكتظة بالشرطة.
أصبح مفهوم "لاجىء" وكأنه يدل على مخلوق غريب الكل يتحدث عنه، وكأن تاريخ أوروبا الحافل بالاستعمار والمجازر عاد وانفتحت القبور وخرج الناس من قبورهم متجهين لحدود أوروبا، لهذا الحد مخاوفهم.
ليس الدم المهدور في الحرب من أولويات أوروبا بل إن المسألة الأولى بالنسبة لها هي موجة اللاجئين إليها، هذه الموجة تزعزع السياسة وخاصة في ألمانيا حيث تعلو مؤخرا أصوات القوميين الرافضين للاجئين، وهذه العنصرية تضر بسياسة ميركل الرامية لدعم قيام الاتحاد الأوروبي، ولهذا السبب تأتي ميركل مجددا إلى تركيا واعدة بزيادة المساعدات المالية لتصل إلى عشر مليارات يورو من أجل اللاجئين، وبالمقابل تطلب من تركيا التالي:
1- منع وصول اللاجئين إلى أوروبا، وهذا معناه منع حصول مواجهة بين روسيا وحلف الناتو.
2- قتال تنظيم داعش في سورية لانه يتسبب في موجة نزوح كبيرة للاجئين.
التذكرة من جديد
الآن ننتقل إلى البعد الآخر وهو حقيقة أمريكا، ليس لدى أوباما أي أزمة للاجئين مثل ميركل فالوضع مختلف. في حرب الخليج كانت أمريكا تريد أن تتحالف مع تركيا ضد صدام لأنها لو دخلت من الشمال لكانت خسائرها أقل لكننا لم نسمح لها بذلك، وقد كنا ضد الدولة الكردية في شمالي العراق وعندما رفضنا طلب أمريكا تحركت أمريكا باتجاه الأكراد.
في أثناء حرب الخليج دربت أمريكا البشمركة أما الآن فقد ذهبت إلى كوباني، ليس ذلك فحسب بل هذه المرة أدخلت روسيا وإيران.
في الأيام القادمة يتم التحضير لمنطقة حكم ذاتي كردي في شمال سوريا وهذا الأمر يشجع تنظيم بي كي كي.
أنا متأكد من أن البعض سوف يقول ذلك:
"لا تقلقوا فالأتراك سوف يقبلون بإنشاء منطقة حكم ذاتي كردي كالذي في شمال العراق ذاتا هم في وضع صعب مع روسيا."
لهذه الدرجة أمريكا والناتو صامتة أمام روسيا، ألا يعني صمتها أنها تفكر بالمقولة السابقة؟
حلب
أولويات روسيا تختلف نسبيا بين ميركل وأوباما، فهدفها بناء قاعدة عسكرية على البحر المتوسط تكون تابعة لها كما القرم والآن نأتي إلى حلب.
إذا أصبحت حلب بيد قوات الأسد تحت الدعم الروسي فهذا يعني الدخول بوضع جديد لأن المعارضة التي تقاتل الأسد سوف تنهار، وبالتالي سوف تتولد عن ذلك نتائج أخرى على الخارطة السورية.
مثل أربيل...
سوف يحل محل المعارضة تنظيم بي يي دي أو بالأحرى الإدارة الذاتية الكردية وبعدها ستسفك دماء كثيرة ويموت الملايين كما في لبنان والعراق.
ملخص الحديث
حذار وإرسال اللاجئين إلى أوروبا، موتوا بعيدا عنا وقدر المستطاع أغرقوهم في سواحلكم.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس