سامي كوهين - صحيفة ملييت - ترجمة وتحرير ترك برس
ساهم وقف إطلاق النار في سوريا المفترض أنْ يستمر لأسبوعين، في نشر حالة من الراحة النسبية، برغم الاختراقات المتعددة، والكل كان قلقًا، ويتوقع سقوطًا سريعًا لما توصلت إليه روسيا وأمريكا من "وقف للنزاع".
لكن المتحدث باسم الأمم المتحدية، ستافان دي ميستورا، تحدث بأنّ "وقف إطلاق النار" مستمر، برغم وجود حالة من الترقب، وبعض الاختراقات هنا وهناك، وهذا الأمر يساهم بلا شك في تسهيل مرور المساعدات الإنسانية للمدنيين المحرومين والمحاصرين سواء من نظام الأسد أو من قبل قوات المعارضة.
كما أنّ وقف إطلاق النار المؤقت، عكس لنا الصورة الحقيقية للمآسي الإنسانية التي عاشها المدنيون في سوريا مؤخرا، وخصوصا في حلب، ومشاهد فرحة الأطفال الذي علقوا تحت أنقاض المنازل هناك، وهم يستمدون رغيف الخبز من مساعدات الأمم المتحدة، ما هو إلا جزء يسير من حجم المأساة.
الأسبوع الحرج
أصبحت القضية متعلقة فيما إذا كان وقف إطلاق النار سيستمر لأسبوع آخر أم لا، وماذا سيحصل في نهاية هذه المرحلة "المؤقتة"، وفي العادة يكون وقف إطلاق النار تمهيدا لأنْ تجلس الأطراف على الطاولة، لكن ذلك يتطلب استمرار وقف إطلاق النار طيلة فترة المفاوضات.
تطبيق ذلك في سوريا أمر صعب، وموضوع انطلاق "مفاوضات السلام" في جنيف في التاسع من الشهر الحالي عليه علامات استفهام كبيرة، لأنّ الوضع في سوريا يختلف عن باقي الأوضاع، فهناك أطراف كثيرة جدا تشارك في الحرب سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
فمثلا التوصل إلى "وقف النزاع"، سيجعل طرفا يوقف إطلاق النار، لكن أطرافا أخرى ستواصل استهداف أهداف لها، ومن ذلك، أن تستمر روسيا في قصف مجموعات المعارضة، تحت إطار مواجهة "الإرهاب"، وذلك لأنّه لا يوجد إجماع في الأمم المتحدة حول المنظمات الإرهابية.
المنتصر والمنهزم
الحقيقة تشير إلى أنّ النظام السوري، وروسيا هما المستفيدان الأكبر من وقف إطلاق النار، بينما تراجعت قوة المعارضة العسكرية على الأرض، وهذا يعد أيضا تراجعا لتركيا الداعمة للمعارضة المعتدلة.
وما يزعج أنقرة أيضا من وقف إطلاق النار، هو عدم اعتبار القوى العالمية حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب كمنظمات إرهابية، وهذا يعني أنْ تحصل هاتين المنظمتين على فترة للتعافي.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس