سامي كوهين – صحيفة ميلييت – ترجمة وتحرير ترك برس
مع بدء اتفاقية وقف إطلاق النار في سوريا، والتي تم التوصل إليها باتفاق أمريكا وروسيا، وبقبول الأطراف المعنية بالاشتباك في سوريا.
سيكون العالم بأجمعه مشغولا خلال هذه الفترة، بمراقبة مدى التزام الأطراف المتنازعة في سوريا بهذه الاتفاقية.
واضح أن الجميع ممتن من تقدم الاتفاق لدرجة وقف إطلاق النار في سوريا، لكن الجميع أيضا قلق جدا حول هذه الاتفاقية التي توصف بـ "المؤقتة"، ومدى التزام الأطراف فيها بوقف إطلاق النار.
إن أهم خصائص هذه "الهدنة المؤقتة" بالخطوط العريضة، هو أنها تتضمن قسما من الأطراف المتنازعة، في حين لا تشمل قسما آخر. وبناء عليه فإن تنظيم داعش وجبهة النصرة والتنظيمات الأخرى التي تقع في قائمة الأمم المتحدة للإرهاب، ليست مشمولة باتفاقية وقف إطلاق النار. وفي مقابل ذلك، فإن قوات الأسد وقوات المعارضة المختلفة لن تشتبك فيما بينها خلال هذه الفترة المؤقتة.
وتظل كيفية ومدى التزام الأطراف وتطبيق شروط هذه الاتفاقية التي تم تأويلها بأكثر من اتجاه خلال الأيام الأخيرة، على أرض الواقع، تحمل معها الكثير من إشارات الاستفهام.
ممتن لكن قلق
وتراقب تركيا هذه الاتفاقية عن كثب، لكونها اضطرت للدخول بالحرب في سوريا بشكل غير مباشر.
فوقف إطلاق النار في سوريا تطور من شأنه أن يفرح تركيا أيضا، حيث من المهم جدا أن تخطو دولة الجوار هذه أولى خطواتها في طريق السلام، لأنها ستكون قبل كل شيئ عائقا لتشكل موجة جديدة من اللاجئين، وستحمل معها إمكانية إيواء اللاجئين على الجانب الآخر من الحدود (عن طريق تشكيل منطقة آمنة نوعا ما).
وبالمقابل هناك أسباب تدفع المسؤولين في الحكومة التركية للحذر تجاه هذه الاتفاقية، بل ربما يتعدى ذلك ليصل حد القلق إن صح التعبير. والسبب الرئيس هنا متعلق بوحدات حماية الشعب (YPG)، حيث أن هذا التنظيم الكردي ليس مشمولا بوقف إطلاق النار، وذلك لأن لا أمريكا ولا روسيا ولا الأطراف الأخرى تتفق مع تركيا في تصنيف هذا التنظيم ضمن التنظيمات الإرهابية.
جزء من المشكلة
في هذه الحالة، لن تعتبر (YPG) في موضع استهداف كما هو الحال لدى المجموعات الجهادية، بل على العكس تماما سيكون بإمكانها إن أرادت مواصلة الاشتباك مع تنظيم داعش على سبيل المثال.
فهل ستريد (YPG) مواصلة الاشتباكات، لا ندري، ذلك أن التنظيم اكتفى بالقول أنه سيلتزم بالهدنة فقط.
لكن ماذا ستفعل تركيا؟ على سبيل المثال هل ستريد مواصلة إطلاق قذائف مدافعها الثقيلة؟ هل سيعد هذا التصرف انتهاكا لشروط الاتفاقية؟ أعلن رئيس الوزراء داود أوغلو في خطابه يوم أمس بشكل صريح أن هذه الاتفاقية غير ملزمة بالنسبة لتركيا، في حال محاولة المساس بأمنها فإن تركيا ستقوم بما يلزم.
وبالمختصر، إن أزمة (YPG) من شأنها هذه المرة أن تخلق اختلافا كبيرا بين تركيا من جهة، وأمريكا وروسيا وأطراف أخرى في الجهة المقابلة، بخصوص التزامها بوقف إطلاق النار.
ويجب على تركيا ألا تكون جزءا من المشكلة في هذه المرحلة الهامة من الأزمة السورية، مرحلة وقف إطلاق النار، إنما يجب أن تكون جزءا من الحل في سوريا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس