رائد الجندي - خاص ترك برس
بعدما شهدت العاصمة التركية أنقرة قبل شهر من تاريخ كتابة هذا المقال هجوما إرهابيا أسفر عن الكثير من القتلى والجرحى ، حيث أعلنت إحدى التنظيمات الإرهابية الكردية حينذاك مسؤوليتها عن الهجوم ، هاهي اليوم العاصمة أنقرة تتعرض مرة أخرى لانفجار إرهابي آخر .
ومن غير المستبعد أن تتكرر هذه الموجة الإرهابية .. إما من قبل داعش أو نظام الأسد وعملائه على الأرض ، أو من قبل عناصر حزب العمال الكردستاني ( بي كي كي ) وأذرعهم ، الذين يقومون بإرهاب الشعب التركي والحكومة التركية من أجل تمرير مخططهم العرقي المتمثل بخلق كيان كردي مستقل ضمن فكرة التقسيم في الشمال السوري .
وإذا لم تتحرك الحكومة التركية بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان بسرعة وقوة وحزم للتدخل عسكرياً في سورية والقضاء على فكرة التقسيم الكردي ومنع خطر إقامة كيانهم على الحدود التركية ، والعمل على ضرب نظام الأسد في العمق السوري وإنهائه ، كونه رأس الأفعى ، فإن أعمال الإرهاب ستستمر ضد تركيا . وسوف يستمر مشروع التقسيم الذي لن يقف عند حدود سورية ، بل سيطال أيضا أجزاءا من الأراضي والكيان التركي نفسه .
إن بقاء نظام الأسد وحلفاؤه كحزب الله وداعش والميليشيات الطائفية من جهة وعصابات ال ( بي كي كي ) الكردية من جهة أخرى فضلا عن الوجود الروسي سيبقي تركيا ضعيفة ومهزوزة في مواجهة أي تطرف أو أي هجوم إرهابي آخر قد يقع على أراضيها مجدداً ، وسوف يفقد أردوغان وحزب العدالة والتنمية تدريجياً ثقة الشعب التركي بهم ، وإن أي تريث أو تردد بعد الآن في إتخاذ قرار التدخل العسكري من القيادة التركية في مواجهة هذه المؤامرة الكبرى ، سيجعل تركيا وحكم الرئيس أردوغان وحزب العدالة والتنمية ، بل والكيان التركي الموحد في خطر كبير .
وإن تحجيم الدور التركي بمسألة معالجة أزمة اللاجئين وعبورهم إلى أوروبا أو منعهم من ذلك ، هو ضرب من إلهاء القيادة التركية عما يخطط لبلدهم من قبل إسرائيل والقوى الكبرى ..! .
فعلى القيادة التركية العمل منذ الآن بحزم ودون تردد للتدخل برياً وجوياً للقضاء عل مخطط تقسيم سورية ، من خلال القضاء على الأسد أولاً ، الذي جعل من المنطقة كلها تسبح في فوضى عارمة ، وجعل من دولة جارة لسورية كتركيا عرضة للأخطار ، فالقانون الدولي يشرع لها التدخل في سورية لما تحملته تركيا من أعباء جراء الحرب في سورية .
إن أكثر بلد متضرر مما يجري على الساحة السورية بات اليوم هو تركيا .. فهي تتقاسم معها حدودا برية تصل نحو ألف كيلومتر . كما أن هناك صراع مع حزب العمال الكردستاني بما جاوز أمده ثلاثة عقود . وتركيا تستقبل وحدها نحو مليوني ونصف لاجئ من سورية ، ونحو نصف مليون لاجئ من العراق . فضلا عن الضغوط الشديدة التي تتعرض لها من دول الاتحاد الأوربي بخصوص قضية الهجرة واللاجئين .
لكل هذه الظروف والإعتبارات نسأل .. مَن الأولى بالتدخل للحفاظ على أمنه القومي .. روسيا أم تركيا .!؟ .. إيران وميليشياتها الطائفية أم تركيا .. !؟ .
إن على الحكومة التركية والرئيس التركي العمل بشجاعة وإتخاذ القرار المناسب ، وعدم انتظار أية إستشارة أو إذن من أمريكا التي تمنع الجميع من مواجهة إرهاب الأسد وداعميه ، فقد غدا واضحاً الإصطفاف الروسي وحتى الأمريكي مع تطلعات حزب العمال الكردستاني الإنفصالية وأذرعته المختلفة ( بحجة محاربتهم لداعش ) .
وإن الخطوة الأولى في هذا المخطط هي إنشاء الحكم الذاتي على الشمال السوري . ثم تليها الخطوة الثانية وهي توحيد هذا الجزء مع كردستان العراق .. ثم تليها الخطوة الثالثة والأخيرة .. وهي اقتطاع جنوب شرق تركيا وتوحيده مع الكيانين السابقين لإقامة الكيان الكردي الموعود .
ولن يقف الأمر عند هذا الحد .. فمن ينظر نظرة عميقة للأمور ، يجد أن المخطط البعيد هو تقسيم تركيا إلى ثلاثة كيانات منفصلة : تركية وكردية وعلوية ولن يسمح ببقاء دولة " سنية " قوية في المنطقة كتركيا .
ولن يبقى على ساحة الشرق الأوسط سوى كيانين قويين متناغمين فقط :
الامبراطورية الفارسية على أرض العراق .. ومملكة إسرائيل الكبرى على أرض بلاد الشام .. إذاً .. وبعد كل هذا ، أما حان الآن لعاصفة حزم تركية بقيادة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان..
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس