طه داغلى – صحيفة خبر 7 - ترجمة وتحرير ترك برس
أدت الاعتداءات الإرهابية التي حصلت في أنقرة إلى إلغاء زيارة أردوغان إلى أذربيجان. حيث لم يتمكن من تكرار الزيارة السابقة بسبب الاعتداء الإرهابي الدموي الذي حصل في أنقرة مجددًا. وفي هذه المرة لم يتمكن أردوغان من الذهاب إلى باكو ولكن الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف أتى بنفسه إلى أنقرة. وفي هذا الصدد يجدر التساؤل حول سبب انزعاج أي من القوى الدولية من العلاقة بين أذربيجان وتركيا وبشكل خاص فيما يتعلق بمشروع تناب للغاز الطبيعي؟
انتزاع حصة الغرب
بمقدار ما يعد مشروع تاناب مهمًا بالنسبة إلى تركيا فإنه مزعج بالقدر ذاته للغرب. ذلك أن الحصة التركية في هذا المشروع هي ما يزعج الرأسمالية الغربية. لأن هذه الرأسمالية مثلما تحولت إلى طرف مستبعد تمامًا إلى يومنا هذا من موضوع نقل النفط فإن الأمر ذاته سيحصل في موضوع نقل الغاز. لأنه حيثما وجد مصدر للطاقة، أخذ البريطانيون والأمريكان والفرنسيون زمام التحكم بصمامه. وكثيرًا ما نالوا أرباحًا من قبل المالك.
انتزعوهم في باكو - جيهان
دعونا نبدأ مع خط أنبوب باكو – تبليسي – جيهان. كان مشروعًا مشتركًا بين 11 مساهم. حيث بلغت الحصة التركية فيه 6.5 بالمئة فحسب. وعلى الرغم من امتلاك تركيا الممر الأطول فيه فإنها تركت محصورة بتلك الحصة. حتى أن حصة أذربيجان المالكة للنفط لم تتجاوز 25 بالمئة.
كيف استولى الإنكليز على حصتنا؟
من انتزع لسنوات خلاصة مشروع باكو – جيهان؟ حيث حصل البريطانيون بمفردهم على حصة 30 بالمئة. أي أنهم استولوا على حصة أعلى حتى من أذربيجان المالكة للمال.
وبينما امتلكت 3 شركات أمريكية منفصلة أرباحًا بـ 14 بالمئة أصبح اليابانيون والإيطاليون والفرنسيون رابحين آخرين أيضًا.
الميزة التركية في تاناب
أما بالنسبة لتاناب، فإن اسم المشروع بالكامل خط أنبوب الغاز الطبيعي العابر للأناضول. والجزء الرئيسي منه موجود بين تركيا وأذربيجان. فالحصة التركية التي بقيت محصورة بـ 6.5 بالمئة في مشروع باكو – جيهان أصبحت في هذا المشروع 30 بالمئة بالتمام. أي أن الحصة التي نالها البريطانيون بمفردهم في مشروع باكو – جيهان، سجلت في مشروع تاناب في الخانة التركية.
لماذا يعارض البريطانيون تناب؟
كانت حصة شركة البترول البريطانية في تاناب 12 بالمئة.
وفي حال كنا سننظر إلى الموضوع من هذه الناحية فقط فإنه يبدو بشكل واضح ما وصلت إليه الرأسمالية الغربية، التي انخفضت حصتها من 30 بالمئة إلى 12 بالمئة.
المعارضة نفسها منذ أحداث غيزي
ارتفعت حصة تركيا من 6.5 بالمئة إلى 30 بالمئة. أي تراجعت الحصة التي نالها البريطانيون في المشروع السابق والرابح هو تركيا.
هذا وقد حاولنا التعريف بأهمية تاناب منذ عام 2013 وحتى الآن بوصفه مشروعًا حيويًا إلى حد كبير. وهي مكتسبات قد تحققت في فترة رئاسة الرئيس أردوغان لرئاسة الوزراء.
وفي الوقت الذي حصلت فيه تركيا على الـ 30 بالمئة من الحصص في مشروع تاناب فإنها أكملت اتفاق نقل النفط من شمال العراق.
وهكذا ما الذي حصل خلال تلك الفترة؟ اندلعت أحداث ميدان غيزي، وحصلت عملية 17 من كانون الأول/ ديسمبر، وعارض البريطانيون مشروع تاناب، بينما اعترض الأمريكان على نقل نفط شمال العراق.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس