طه داغلي – موقع خبر7 – ترجمة وتحرير ترك برس
عندما أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز، مساء الأربعاء، القرار الفضيحة حول فرض عقوبات على تركيا، كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يستقبل ضيوفًا في صالة أخرى بالبيت الأبيض.
مسوغ العقوبات هو القس أندرو برانسون، الذي ينتمي إلى الكنيسة الإنجيلية.
حصل ترامب على أصوات 80% من الإنجيليين في انتخابات الرئاسة عام 2016. ومن المقرر إجراء انتخابات جزئية في الولايات المتحدة خلال نوفمبر/ تشرين الثاني القادم.
مع اقتراب موعد الانتخابات توالت التهديدات من ترامب ونائبة مايك بنس بفرض عقوبات على تركيا في حال عدم الإفراج عن القس برانسون.
القس موضوع حاليًّا قيد الإقامة الجبرية في إزمير، ومحاكمته مستمرة.
ما أن رفضت أنقرة طلب واشنطن الإفراج عن القس، حتى تحولت تهديدات الإدارة الأمريكية إلى تطبيق للعقوبات.
الأمن هو من أوقف القس والقضاء هو من يحاكمه، بيد أن العقوبات استهدفت وزيري الداخلية سليمان صويلو والعدل عبد الحميد غول.
عندما أعلنت ساندرز القرار لم تهمل الإشارة إلى أن المسوغ هو كون الوزيرين مسؤولين عن توقيف ومحاكمة القس.
أثناء إعلان ساندرز القرار، كان ترامب يستقبل ضيوفًا في صالة أخرى من البيت الأبيض. عقد الرئيس الأمريكي اجتماعًا مع قساوسة قدموا من مختلف أنحاء البلاد.
بدأ الاجتماع بصلوات تلاها القساوسة.
قساوسة سود يصلون من أجل ترامب الأبيض.
تواصل الاجتماع، الذي كان أشبه بقداس ديني، مع كيل القساوسة المديح لترامب.
حتى أن القس داريل سكوت، وهو أسود البشرة، قارن بين ترامب وأوباما. تناسى القس هوية ترامب العنصرية وقال: "قدم ترامب للسود وذوي الأصول الإفريقية في الولايات المتحدة، أكثر مما قدمه أوباما".
مع أن السود كانوا أكثر من وجهوا الانتقادات لترامب في بداية ولايته، حيث تدفقوا مع المهاجرين بالآلاف إلى الشوارع على مدى أسابيع احتجاجًا على الخطاب العنصري لسيد البيت الأبيض.
هكذا كان اجتماع ترامب مع القساوسة، الذين كانوا بضيافة البيت الأبيض عند الإعلان عن قرار العقوبات. ويبدو أن الأمر خطة مدبرة مسبقًا.
القساوسة وترامب يكيلون المدائح لبعضهم البعض، يقول القساوسة: "سوف ننتخبك"، ويرد ترامب: "مستعد لفعل ما تشاؤون".
من الواضح أن الإدارة الأمريكية التي فرضت على تركيا عقوبات بسبب القس برانسون قبل انتخابات نوفمبر، لا يمكنها المجازفة بفقدان أصوات شريحة المحافظين.
وأخيرًا، بعض الملاحظات بخصوص الإنجيليين:
يمتلك الإنجيليون لوبيات قوية في الإدارة الأمريكية وفي أوساط الناخبين أيضًا.
هناك نواب ينتمون إلى 13 مذهب فرعي من البروتستاتية في مجلس الشيوخ الأمريكي.
اثنان من المذاهب الـ13 إنجيليان، فيما ينتمي الآخرون إلى كنائس قريبة من الكنيسة الإنجيلية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس