أمين بزارجي – صحيفة أقشام – ترجمة وتحرير ترك برس
مع أنها كلمات لا يجب أن تقال أو تنقل إلا أنني سأنقلها عن لسان من قالها مخاطبا 70 مليون تركي بكل بلاهة واستعباط، فرئيس الحزب الجمهوري كمال كيلتشدار أوغلو وفي اجتماع للحزب يصرح وبكل صفاقة ويقول: "يكفي، يكفي، إلى متى سننتظر، إن من فجر في بروكسل وباريس من قبل لم تكن إلا حكومة حزب العدالة والتنمية" ثم يستطرق ويزيد "قتلونا هنا في تركيا ونسبوا ما فعلوه لداعش، لم نعد نحتمل هذه الوقاحة".
هل استغربتم مما قاله؟ حتى أعدى أعداء تركيا من الروس وغيرهم من الملل لم يتكلموا ويكذبوا إلى هذا الحد، لكن كيلتشدار أوغلو قال وزاد. ألا يعلم كمال كيليتشدار أن من رعى وزرع هؤلاء الإرهابيين هم في الحقيقة من دعمهم في ثمانينيات القرن الماضي، ليخرج على إثرها تنظيم القاعدة وطالبان، ويكون أسامة ابن لادن الفزاعة الأكبر هو جاسوس خاص بهم. ألم يكونوا هم من أسس لكل هذا الإرهاب العالمي؟
أما بالنسبة لتنظيم داعش فالحقيقة ليست كذلك بالمرة، بل هي على عكس ذلك، إذ أن نسبة المقاتلين الأجانب في التنظيم تناهز 60% منهم الكثير قدم من أوروبا ودول الغرب التي كانت قد احتلت بلادهم الأصلية وعاثت فيها الفاسد، ليكون هؤلاء المنضمين ضحايا الاحتلال القديم فرائس تلقفهم الحضن الداعشي. وفي سرد الأرقام تكلم كيليتشدار أوغلو عن أن عدد المنضمين من تركيا هو 70 شخصا، لكن الرقم الصحيح هو 500، كما انضم إليهم أيضا 700 من فرنسا، و400 من ألمانيا، حتى دولة صغيرة كسويسرا يخرج منها 60 مقاتلا، ليكون مجموع المقاتلين الأجانب هو 37 ألف، بينما تم إيقاف 3 الاف على الحدود التركية قامت تركيا بحجزهم وتسليمهم للأجهزة الأمنية المتخصصة.
لا تنتهي الحقيقة عند هذا الحد، بل أكاد أجزم وأقول بان كل الدماء الملطخة بأيدي تنظيم داعش هي مسؤولية الغرب وأمريكا، فأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية هم من دعموا المالكي عندما كانت حكومتنا تحذرهم من ذلك، فكانوا يسمعون التحذيرات من أذن ويخرجونها من الأذن الأخرى غير ملقين اليها أي بال، لتكون الطامة من بعد ذلك عندما حوّل المالكي الجيش العراقي إلى جيش شيعي يستبيح هل السنة؛ ليدفع بذلك أهل السنة دفعا نحو حضن داعش.
وأضف على ذلك أيضا ظاهرة الكيل بمكيالين التي ظهر عليها الغرب، ففي الوقت الذي رأينا فيه ردود فعل من كل الدول والأطراف ردا على تفجيرات باريس وبروكسل كالتضامن برفع الإعلام وتعليقها على البنايات الرسمية والتاريخية الأثرية أو إنزال العلم كما حصل في إنجلترا عندما أنزلوا العلم حدادا على القتلى، لم نرَ سوى القليل من الاستنكار الجاف عندما حصلت نفس التفجيرات في تركيا، فهل أرواحنا رخيصة إلى هذا الحد أم ماذا؟ لكن المصيبة هنا أن رئيس الحزب الجمهوري أعرق حزب في هذه الجمهورية كمال كيليتشدار أوغلو يتهم تركيا ويطعنها من الخلف بدل أن ينتقد هؤلاء المنافقين، فهل يليق هذا الرئيس بهكذا حزب؟ يا حيف عليك من رئيس...
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس