ترك برس
رأى المحلل السياسي والكاتب في صحيفة ستار التركية، مصطفى قارت أوغلو، أنه ثمة تحركات تركية سعودية من أجل فرملة التحرك الإيراني في المنطقة، مشيرًا أن المشاورات التي تجريها الرياض مع أنقرة، بقيادة الملك سلمان، دليل على ذلك.
وأوضح قارت أوغلو، أن "الموضوع الأهم في إدارة الملك سلمان هو الوقوف في وجه إيران التي تستغل وجود داعش والقاعدة لتنفّذ مخططاتها في اليمن وسوريا والمنطقة بشكل عام"، مبينًا أنه "لهذا أفصح عن موقفه أولا ثم وقف في وجه إيران بشكل علني وواضح".
وتشهد العلاقات بين السعودية وإيران، أزمة حادة، عقب إعلان الرياض 3 يناير/ كانون الثاني الماضي قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الأخيرة، على خلفية الاعتداءات التي تعرضت لها سفارة المملكة، في طهران، وقنصليتها في مدينة مشهد شمالي إيران، وإضرام النار فيهما، احتجاجًا على إعدام السعودية "نمر باقر النمر" رجل الدين السعودي (شيعي)، مع 46 مدانًا بالانتماء لـ "تنظيمات إرهابية"، في 2 يناير/ كانون الثاني الماضي.
ولفت قارت أوغلو إلى أن الملك سلمان "شن عملية عسكرية ضد الحوثيين الذين يحاولون السيطرة على الحكم في اليمن بالقوة بدعم وتوجيه مباشر من إيران، ثم قام بتشكيل تحالف والعمل على جعله تحالفا قويا، في البداية مع دول الخليج ثم مع تركيا التي فسدت علاقتها مع السعودية بسبب وقوف الأخيرة مع الانقلاب العسكري في مصر".
وأضاف قارت أوغلو، "كما يسعى (الملك سلمان) من خلال تأثيره القوي في مصر إلى التوفيق بين مصر وتركيا"، مشيرًا أن "التقارب السعودي مع أنقرة مرتبط بمنافسة إيران، غير أن الأمر لا يقتصر على هذا فحسب، بل إن هناك أهداف سياسية سيكون لها مكان مهم في التوازنات الاقتصادية والعالمية".
وبيّن قارت أوغلو في مقال كتبه لصحيفة "ستار" التركية، بعنوان "كلمة السر في التحالف السعودي مع تركيا"، وترجمه موقع تركيا بوست، أن "حضور الدول الإسلامية من إندونيسيا حتى المغرب بما فيها دول وسط آسيا القريبة من روسيا في قمة منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول أمر مهم غير منفصل عمّا ذكرناه في الأعلى".
وخلص الكاتب التركي في نهاية مقاله إلى أن "احتياجات اليوم تستوجب إعادة بناء علاقات الأمس من جديد بشكل أقوى وأكثر فاعلية"، وأنه "يمكن للمجالات المهمة والقوى الاقتصادية والعلاقات الدولية مع مرحلة التحالف الجديد بين السعودية وتركيا أن تُثمر بنتائج مهمة على مستوى المنطقة والعالم".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!