ترك برس
ربما يخلط البعض عند النظر إلى اللغة العثمانية المكتوبة للوهلة الأولى بينها وبين اللغة العربية، ولكنه ما أن يتمعن في كلماتها ويبدأ بقراءتها يدرك أنها تختلف جذريًا عن العربية بمفرداتها وجملها وقواعدها..
تشير مجلة "دارين تاريخ" (التاريخ العميق) التركية إلى أن اللغة العثمانية تُظهر تحول كتابة اللغة التركية من الحروف الأويغورية إلى حروف عربية، مما يجعلها مؤشرًا أساسيًا على انتماء الأمة التركية إلى الإسلام. وتُعرف المجلة باللغة العثمانية في مقالة بعنوان "لغة عكست الانتماء الإسلامي" نتناولها فيما يلي.
تسمية حروف اللغة العثمانية
تدعو المجلة إلى عدم حصر الأحرف العربية باللغة العربية، فهي إرث مشترك لكافة الأقوام الإسلامية، فالفارسية تكتب بها والأوردوية وبعض اللغات الأخرى. وتقترح تسمية هذه الحروف بـ"الحروف الإسلامية" لتعكس هويتها الجامعة للشعوب الإسلامية التي اختارتها، كما اختارها السلاطين العثمانيون.
هل هناك اختلاف بين اللغتين العثمانية والتركية؟
اللغة العثمانية هي اللغة التركية في الأصل، لكنها تختلف في حروفها، فمنذ عام 1928 استبدلت الحروف العربية بالحروف اللاتينية فيما يسمى بـ"الثورة الحرفية" التي ظلت تكتب بها اللغة التركية إلى يومنا هذا، ولا اختلاف بينهما في النّطق.
وقد كانت اللغة العثمانية تشمل العديد من الكلمات العربية والفارسية، إلا أن استبدال الأحرف العربية باللاتينية أفقد اللغة التركية الحالية كثيرا من الكلمات العربية والفارسية، وأصبح المواطن التركي يستخدم 112 كلمة فقط في ايوم الواحد، بينما كان المواطن العثماني يستخدم أكثر من 1000 كلمة.
كيف يمكن تعلم اللغة العثمانية
من السهل على مُتعلّم اللغتين التركية والعربية أن يتعلم اللغة العثمانية، فهي مزيج بين اللغتين، وكلّ ما يحتاجه من يريد أن يتعلّمها هو تعلم قراءة حروفها العربية.
كيف يمكن المحافظة على اللغة العثمانية من الاندثار؟
يمكن حفظها بتعلمها والقراءة والكتابة بها. وتسعى بعض البلديات ومنظمات المجتمع المدني في تركيا إلى تعليمها للمهتمين. كما أن تضمينها في منهاج المراحل الابتدائية والإعدادية هي خطوة جيدة في هذا الصدد.
هل كان تغيير حروف اللغة من العربية إلى اللاتينية أمرًا خاطئًا؟
يرى أنصار الدولة العثمانية أنه كان خاطئًا، بينما أنصار الجمهورية والعلمانية في ذلك حاجة للانتقال إلى الحداثة والتقدم. ولكن لا يمكن تجاهل حقيقة أن تغيير اللغة أفقد الأجيال التركية الجديدة القدرة على قراءة الإرث الفكري والثقافي والحضاري لدولة أجدادهم التي حكمت المنطقة لمئات السنين.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!