ترك برس

انطلقت أول حلة من إسطنبول إلى بغداد من محطة حيدر باشا في عام 1908 في عهد عبد الحميد الثاني، الذي كانت قد وضع حجر الأساس للمحطة في 30 أيار/ مايو 1906. وشكلت حيدر باشا بداية خط السكة الحديدية الواصل بين إسطنبول وبغداد، وتقع في حي قاضي كوي بإسطنبول.

اقتُبِس اسم المحطة "حيدر باشا" من اسم أحد قادة السلطان سليم الثالث تقديرًا لشجاعته وإخلاصه للدولة العثمانية. ودُشّنت المحطة من قبل إحدى الشركات الألمانية التي أضافت إليها ميناءً لتحميل وتنزيل المقطورات المحملة بالبضائع، لتكون المحطة تجارية إلى جانب كونها محطة نقل ركاب. ولم يكن السلطان عبد الحميد قد خطط لذلك لكنه قبل فكرة الشركة الألمانية وأثنى عليها.

تعرضت المحطة إبان الحرب العالمية الأولى لانفجار ضخم نتيجة اشتعال مخزن سلاح كان موجودًا بجانبها، وفي عام 1976 تمت إعادة إصلاحها وترميمها بشكل قريب من شكلها الأصلي على يد المهندسين الألمانيين "أوتو ريتار" و"هالموث كونو". وفي عام 1983 عادت إلى حالها التي هي عليها اليوم. كما تعرضت المحطةإلى حريق في عام 2010، أفقدها سقفها الأصلي. وعلى الرغم من الحوادث التي تعرضت لها، إلا أن محطة حيدر باشا لا زالت قائمة حتى اليوم، شاهدًا على أحد المشاريع التي كانت تحمل شعار الوحدة الإسلامية التي كان يسعى إليها السلطان عبد الحميد الثاني.

توقفت المحطة عن العمل في 1 شباط/ فبراير 2012 بسبب أعمال تطوير لسكك الحديد الخاصة بها لتتحول إلى محطة قطار سريع.

تتميز المحطة بطرازها المعماري الشرقي الغربي، فمناراتها تعكس الفن المعماري الغربي، أما الخطوط والكتابات والنوافذ فهي عربية، وقبابها عثمانية. ولم تكن محطة حيدر باشا الشاهد الوحيد على مشروع توحيد المنطقة الإسلامية، بل هناك محطات كذلك في الشام وبغداد والمفرق الأردنية على امتداد سكة الحديد التي حاول عبد الحميد الثاني مدّها.


* المصدر: سماوي إييجا، "ذكريات محطة حيدر باشا"، دارين تاريخ، آب/ أغسطس 2013

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!