طه داغلى - صحيفة خبر 7 - ترجمة وتحرير ترك برس
عادت الاشتباكات العنيفة في طوزخورماتو، والطرفان المتنازعان هما قوات البشمركة والمليشيات الشيعية المدعومة من إيران، أما المؤسسات الصحافية فقد نشرت أن هذا النزاع بين الأكراد والتركمان.
طوزخورماتو مدينة عراقية واقعة على الطريق الواصل بين بغداد وكركوك وتابعة لمحافظة صلاح الدين وعدد سكانها يقارب الستين ألفا معظمهم من التركمان.
تقام في المنطقة عمليات كثيرة وواسعة ضد تنظيم داعش وتواصل أمريكا دعم الحركات التي تقاتل داعش كما في الموصل وشمال بغداد أي تدعم المثلث السني.
لكن هذه العمليات العسكرية عندما بدأت شكلت خوفا كبيرا للعراقيين السنة من إيران، فحكومة بغداد مرتبطة بإيران وهذا يعني أن هذه العمليات تحت سيطرة إيران والعشائرة السنية راضية عن هذا الشيء، كما أن الجيش العراقي تخلله مليشيات تشابه حزب الله تدعى الحشد الشعبي.
ولم يرغب سنة العراق بالمشاركة في هذه العمليات قطعا لما رأوه من تصرفات الحشد الشعبي السيئة.
فلقد بدأ الحشد الشعبي هذه العمليات منذ أسبوعين ومن قبل حكومة بغداد.
وقد أزعجت هذه العمليات قوات البشمركة وإدارة شمال العراق في الموصل الذي يسير عمليات متقدمة ضد داعش هناك بالإضافة إلى أنه بعد فترة وجيزة بدأت اشتباكات بين مليشيات الحشد الشعبي مع قوات البشمركة، وراح ضحية هذه الإشتباكات 10 أشخاص.
وقد نشرت بعض الصحف عناوين تفضي بأن هذا الإشتباكات الحاصلة في عاصمة التركمان طوزخورماتو على أنها تجري بين التركمان والأتراك، بيد أن الحقيقة ليست كذلك فالطرفان المتقاتلان هما البشمركة مع الحشد الشعبي المدعوم من إيران.
أكثرية التركمان الموجودين في طوزخورماتو هم من الشيعة غير أن هذا لا يعني أنهم يقاتلون مع المليشيات الإيرانية ضد البشمركة، وإذا كانت أصوات التركمان خافتة خوفا، فالذي لم يستطيعون قوله صرخ به القياديين في شمال العراق.
الحقيقة الآن أن التركمان الشيعة في طوزخورماتو لا يقبلون مليشيات الحشد الشعبي المدعوم من إيران على أراضيهم، فتركمان طوزخورماتو وبعد احتلال أمريكا للعراق عام 2003 تلقوا ظلما كبيرا من الأكراد والآن جاءت هجمات داعش الإرهابية، فنرى أن تركمان طوزخرماتو قد حوصروا بين الحشد الشعبي وتنظيم داعش في الوقت الذي يحاول فيه التركمان والأكراد إنهاء المشاكل بينهما.
نرى في طوزخورماتو منافسة شديدة بين الشيعة والأكراد السنة على استلام زمام الصراع مع داعش والتركمان بالطبع عالقون بينهما، ويوما عن يوم تزداد ظاهرة المشاركة غير المنتظمة بهذه العمليات الخطيرة في العراق.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس