ترك برس
شارك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، في مهرجان الذكرى المئوية الأولى لمعركة "كوت العمارة"، والتي انتصر فيها الجيش العثماني على نظيره من الجيش البريطاني في 29 أبريل/ نيسان عام 1916.
وذكر الرئيس التركي في كلمة له خلال الاحتفال، الذي نظم في ولاية إسطنبول مساء أمس الجمعة، أن معركة كوت العمارة هي بمثابة صفحة مشرقة في التاريخ العثماني، وأنموذج للوحدة الإسلامية، مبينا أن العديد من الجنسيات شاركت في المعركة.
وأشار أردوغان في كلمته إلى شجاعة الجنود العثمانيين الذين شاركوا في المعركة، وأوقعوا بالبريطانيين، شر هزيمة، وترحم على كل الشهداء الذين سقطوا في كافة الجبهات التي شهدت معارك خلال الحرب العالمية الأولى، وفي مقدمتهم معركة كوت العمارة.
وأشاد الرئيس التركي بقتال وبسالة القوات العثمانية على جميع الجبهات ضد الأعداء وفي مقدمتهم الإنجليز، مؤكدا أن صمود القوات العثمانية أذهل العالم، وترك الخيبة في نفوس الأعداء.
وتابع "وعند توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار، كان الجيش العثماني مستمرا في قتاله على جميع الجبهات، أي أنه لم تكن هناك دولة أو جيش منهار قُضي عليه، كما كانوا يزعمون، لكن لأقول لكم، إن الآفة التي ابتلينا بها خلال تلك الفترة، وهي مشكلة تقليدية لازمتنا، ألا وهي قدرتنا على الانتصار في المعارك، والهزيمة على طاولات المفاوضات، أي أن الأمر برمته كان ضعفًا في الأداء الدبلوماسي".
ولفت الرئيس التركي، إلى أن القوى الكبرى قامت برسم الحدود عقب ترهل وضعف الدولة العثمانية، بحسب وجود الموارد النفطية، موضحا أن تلك القوى تمكنت من رسم الحدود المادية بين المسلمين إلا أنها لم تنجح في رسم الحدود بين قلوب المسلمين.
من جانبه قال رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، إن معركة كوت العمارة التي وقعت على الأراضي العراقية، كانت بهدف حماية بغداد من السقوط في يد البريطانيين، مؤكدا على أنه "لو كان النصر حليف القوات المحتلة في المعركة، فإنه كان بإمكانها التمدد نحو بغداد شمالا، وهذا أمر من شأنه أن يكون بمثابة كارثة كبيرة، عقب التحالف مع القوات الروسية".
وأوضح داود أوغلو، أن القيادات التركية السابقة، عملت تجاهل هذا النصر، وحذفه من كتب التاريخ، وحاولت أن تنسيه بشكل ممنهج لابناء المجتمع التركي، وذلك بعدم ذكرها في كتب التاريخ.
وبين رئيس الوزراء، أن الإنتصار الذي حققه العثمانيون في معركة كوت العمارة، أثبت للغرب أن الأمة الإسلامية ليست لقمة سائغة.
وأوضح أن "الأتراك، والعرب، والأكراد، والكلدان، والسريان، والسنة والشيعة، حاربوا جنبًا إلى جنب داخل صفوف الجيش العثماني ضد القوات المحتلة في كوت العمارة، وعلينا أن نستمد العبرة والعظة من روح تلك الوحدة".
تجدر الإشارة إلى أن المعركة المذكورة، وقعت في التاسع والعشرين من أبريل/ نيسان عام 1916، وانتصرت فيها القوات العثمانية، على القوات البريطانية التي استسلمت للعثمانيين في مدينة "الكوت" العراقية، بعد معارك وحصار للمدينة، إبان الحرب العالمية الأولى.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!