إسماعيل كيليتش أرسلان – صحيفة يني شفق - ترجمة وتحرير ترك برس
"لن يمنعنا السجن أو الاعتقال من الدفاع عن المسجد الأقصى ولن يثبط عزيمتنا عن الوقوف ضد مشاريع التهويد التي تطال الأقصى".
بهذه الكلمات ودعنا الشيخ رائد صلاح متجها نحو السجون الإسرائيلية ليقضي ابتداء من أول أمس فترة اعتقاله المقدرة بتسعة شهور. هل كان قرار الحبس الصادر عن المحكمة الإسرائيلية صائبا وهل هناك من دواعي حقيقية لمثل هذا القرار؟ ههه، هل جننتم؟ عندما تكون إسرائيل موضع الحديث لا مكان للحقائق والصواب. فمجرد وجود رائد صلاح نفسه يجعل لقرارهم دواعي حقيقية برأيهم.
ولمن يتساءل "من هو رائد صلاح؟" سأجيب باختصار، إنه الرجل الفلسطيني صاحب الابتسامة الدائمة الذي ولد في عام 1958م. تولى صلاح رئاسة بلدية أم الفحم بين عامي 1989 و2001م ليتولى بعد استقالته من رئاسة البلدية رئاسة الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر. رائد صلاح كان على متن سفينة مافي مرمرة في أثناء تعرضها للاعتداء الغاشم الذي يتعارض مع كل المواثيق كما أنه كان على رأس قائمة الموت ورغبة إسرائيل في قتله تلك الليلة كانت كبيرة، لكن الحياة كانت من نصيبه. رائد صلاح يعرفه الأتراك بـ"حامي القدس"، لا يخاف إلا الله ويعمل ليل نهار على خدمة القدس والأقصى والحفاظ عليه من خطط الصهاينة الهادفة لتهويده أو هدمه.
رائد صلاح وفي أثناء زيارة صحيفة يني شفق له عام 2014م كان قد قال هذه الكلمات: "لا بد من أن نعرف جيدا أن عملية سفينة مافي مرمرة ليست حدثا عابرا حصل لمرة واحدة وأدى إلى برامج ومشاريع قصيرة الأمد وإنما هو حادث أليم يحمل رسائل للإنسانية والعالم أجمع بشكل مستمر ومتواصل ويوجه النداء لكل البشر على وجه هذه البسيطة لفك الحصار المفروض على الأبرياء الذين يقبعون في غزة. ولهذا أقول مرارا وتكرارا إن حادثة مافي مرمرة يجب أن لا تمر مر الكرام وأنه واجب علينا الوفاء لدماء الشهداء الذين قضوا في الحادثة ويجب علينا أن لا نتراجع عن هذه القضية أو نتخلى عنها. المهم الآن الوصول إلى مخرج وإنجاح ما بدأته مافي مرمرة، لقد خطوتنا الخطوات الأولى ويقع على عاتقنا الاستمرار. وعندما نصل إلى النهاية كائنة ما كانت سنكون نحن الرابحون ولا شك في ذلك. أضف إلى ذلك أننا نحن أصحاب الحق أما إسرائيل التي تفرض هذا الحصار الغاشم فهي الباطل بعينه".
حسب رأي أن أهم ما قاله رائد صلاح في تلك الزيارة هو الكلمات التالية: "إن تركيا تقف أمامنا لترسم صورة أم حنون لا تفرط بأولادها وتفتح حضنها الحاني لكل المظلومين، هذه الحقيقة التي نراها بأم أعيننا".
في ذات الوقت الذي بدأت فيه الأخبار تتناقل خبر اعتقال رائد صلاح وحبسه كانت أخبار أخرى تتفشى في الإعلام، فموضوع انضمام إسرائيل لمنظمة حلف شمال الأطلسي شكل خطا أحمر لتركيا على مدار سنوات خلت عاد للسطح من جديد، لكن هذه المرة عن أخبار بعدم اعتراض تركيا على انضمام إسرائيل للناتو.
الحقيقة أنني تعاملت مع هذه الأخبار بنفس الطريقة التي تعاملت فيها مع الأخبار التي تدعي زيادة حجم التبادل التجاري بين تركيا وإسرائيل. لأن الفئة التي تسعى لتقويض موقف حزب العدالة والتنمية من إسرائيل تعمل بخبث ودهاء على نشر مثل هذه البروباغاندا. ما الحقيقة بهذا الخصوص؟ الحقيقة أن أي تعامل مع الشعب الفلسطيني سواء الاستيراد من هناك أو التصدير لهم يعد حسب القيود الاقتصادية "معاملات تجارية مع إسرائيل". محاولة إخفاء هذه الحقيقة والترويج لعبارات مثل "العلاقات التجارية التركية الإسرائيلية في نمو مستمر" هو نوع من اللغط الخبيث غير العادل والمنافي للحقائق. فعلى سبيل المثال كنت قد اشتريت من خلال الإنترنت حقيبة جلدية مصنوعة على يد أرباب العمل في غزة، الحقيبة التي وصلتني مكتوب عليها صنع في إسرائيل ولكنها في الحقيقة صناعة غزية، وقس على ذلك غيرها من المنتجات خصوصا التمور والزيتون. فحسب رأيي لا يوجد داع للغط وسوء الفهم بهذه القضية.
أما الخبر الذي يقول "إن تركيا قد علقت اعتراضها على انضمام إسرائيل لحلف الناتو" ليس هكذا، إذ أنه حقيقي!
قبل أن أجلس لأكتب مقالتي هذه قمت بالبحث ورفعت سماعة هاتفي وأجريت بعض الاتصالات لأتاكد من حقيقة الأمر وماهيته. لم يستطع أي من الذين حادثتهم أن يزودني بأي معلومة عن الطرف الذي رفع هذا الاعتراض ولا عن الهدف من وراء رفع تركيا لاعتراضها هذا.
بغض النظر عن الطرف الذي علق الاعتراض ورفع الممانعة التركية المستمرة لانضمام إسرائيل لحلف شمال الأطلسي لا بد أنه قد رضي بذلك بشرط واحد ألا وهو أن ترفع إسرائيل حصارها الجائر عن غزة دون قيد أو شرط. وإلا فإن أي محاولة للغزيين الدفاع عن أنفسهم أو أي محاولة منهم لرفع هذا الحصار سيتم تقيمها على انها أعتداء على حلف الناتو!
باختصار لا بد من تصريحات تنور الجمهور عن حقيقة هذا الخبر وبأي وجه لم تعترض تركيا هذه المرة على انضمام إسرائيل لحلف الناتو وعن السبب وراء ذلك والهدف من ذلك ولماذا تم ذلك. وإلا فإن علامات الاستفهام ستكثر حول القضية وسنكون محقين بشكوكنا وتساؤلاتنا.
أتعلمون ماذا يقول رائد صلاح؟ "نحن والشعب التركي ندافع عن ذات القضية، فالمسجد الأقصى والقدس توحدنا. نحن لنا ميراث وتاريخ عثماني لأكثر من خمسمئة عام. يجب أن لا ننسى كيف دافع العثمانيون عن فلسطين والقدس... يجب أن نعيد قراءة كلمات السلطان عبد الحميد الثاني "أيها المسلمون اتحدوا" مرارا وتكرارا وأن نفهم وندرك ذلك. هذه أمور وقضايا مهمة".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مواضيع أخرى للكاتب
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس